نقابة الصحافة..المؤتمرون بـ” 7 رجال”..كونوا رجالا أو سيفنيكم الطاعون

 أحمد الجـــلالي

قبل قرابة خمس سنوات،وتحديدا بعيد المؤتمر الوطني السابع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية الذي احتضنه بيت يسمى “بيت الصحافة”، نشرت مقال رأي خرج من أعماق عقلي.

عنوان ذلك المقال كان بالحرف: ” كي لا نكون نقابة قوسين أو أدنى”، ومن أسوأ نتائج تلك المقالة كان غضب بعض الزملاء مني ظنا منهم أني قصدتهم.إنهم معذورون لملابسات شابت تلك الفترة من جهة ولأني كتبت بعض فقراته بأسلوب “حمالة أوجه”.

اعتذرت حينها لزميل صديق عن أي إحساس بالمرارة قد يكون ما كتبت تسبب له فيه، ثم أكدت له وربما أقسمت أن الأصبع أشارت إلى كل من تحملوا المسؤولية وتسابقوا إليها لا كأفراد ولكن كمؤسسة قيادية للنقابة.

والآن، بعد كل هذه السنوات أؤكد لأصدقائي بالمهنة ما قلت لهم، وها هم يرون ــ أطال الله أعمارهم وعافاهم ــ أن مخاوفي كانت في محل محلها، بل يبدو لي أني ربما كنت متفائلا زيادة عن اللزوم لأني خشيت “نقابة قوسين..” وذلك لأن النتيجة بعد مؤتمر طنجة كانت “أدني”.

نعم، قرارات مؤتمر طنجة الذي صعد فيه الاستقلالي عبد الله البقالي على الأكتاف تصفيقا، لم يطبق منها مقدار قطمير.

وبعد  نهاية الولاية ونهاية صلاحية القيادة التي حذرتها بمقالي ذاك..والذي لدي ما يثبت أن عناصر من المكتب التنفيذي أشادت به لي كتابة..بعج كل هذا ــ وفي أعقاب مجزرة انتخابات المجلس الشريد ــ كانت النتيجة أن المشهد الصحافي بالمغرب صار “أدنى وأشد انحدارا”.

ومع كل الجمود والارتباك الذي ميز الخمس سنوات الأخيرة تحت راية الثنائي/المحور مجاهد ــ البقالي فقد كان الطيف المهني يرقب موعد المؤتمر الثامن لتصحيح الوضع، لكن المؤتمر تأجل كثيرا لأن “ملاك النقابة” كانوا منشغلين بما سينفع الأبناء والأحفاد..وبعد أن ضبطوا “أمورهم” توقيتا وفروعا ولجانا ومقررات فردية أعلنوا المؤتمر بمدينة 7 رجال مراكش في عز صيف 2019. وقد تزامن هذا الموعد مع صعود يونس مجاهد إلى رئاسة “لافيج” وتلقيه تهنئة ملكية. ونحن إن كنا لا نخفي أهمية الموقع الجديد لمجاهد فليست ليدنا أوهام وسنكون معه صرحاء كما عهدنا:

ــ الموقع مفيد جدا ليونس مجاهد كشخص وذات من حقها أن “تتلذذ” ولكن من باب الحمق والمزايدة إن ادعى هو أو غيره أنه “سيخدم المغرب والقضية الوطنية”..هذا مستحيل فالفدرالية الدولية للصحافيين ليست هي نقابة  الصحافة المغربية، الموجود مقرها “العلني” قبالة محطة الرباط المجينة والمقر السري بتعبير الزملاء في “تلكسبريس” بحي الليمون بالرباط.

ــ لدينا تخوف حقيقي من سوء فهم وتأويل الرسالة الملكية، ونخشى أن يفهمها الحزبيون في النقابة ممن تربوا على لغة “الإشارات” مباركة لسيرتهم أو ضوءا أخضر لإكمال دوسهم على مؤسسة تاريخية كنقابتنا، أو أن يعيثوا عبثا بمجلس وطني للصحافةسيخجل أحفادنا في المهنة عندما يعرفون كواليس تشكيله و”التاحراميات” التي اعتمدت في اختيار عناصره والكذب والبهتان في تضليل الصحافيين والجرائم الأخلاقية  من خلال الكولسة والتحايل والدوس على القانون.

نهاية الأسبوع الجاري ستشهد مراكش انقعاد المؤتمر الثامن للنقابة، وكل رهانات القيادة المخلدة التي سيطرت بطرق وقحة على المجلس الوطني، أن تبقي نفسها وأذنابها والتابعين لها المتعيشين على فتاتها في النقابة، وكل هم الوارثين للنقابة أن يحمي “الخلف” مؤخرة “السلف”..ويا دار ما دخلك قضاة جطو. لأن جطو لو وضع أصغر اصابعه في التاريخ المالي و “الطموع الدنيوي” للنقابة فستلتهب نيران الاختلالات وقد ستشوي المقدمات كل المؤخرات.

يا سادة اعتبرونا مزايدين وباشروا التحدي. اعتبرونا حاقدين وداووا “مرضنا” هذا..اعتبرونا مشككين ــ وهذا من حقنا ــ وقوموا بالافتحاص الذاتي وسدوا أفواه وألسن أناس “الشوارع”.

لن تفعلوا..يقينا.

الرسالة الأوضح والأفصح، ولتكن الأقبح، مني لكم أيتها المؤتمرات أيهما المؤتمرون بمراكش، أنتم على موعد مع التاريخ بمعناه البطولي أو على موعد لن يخلف مع لعنة التاريخ إن تصرفتم كإمعات وسحرتكم غواية التصفيق على الزعيم وتزكية الباطل وتنمية التخلف و تأبيد الاستبداد و إلغاء عقولكم و تأخير إصلاح أحوالكم وأوضاع مهنتكم.

أنتم بصريح العبارة مدعوون أن تثبتوا أنكم أحرار و عاقلون و مستقلون ومسؤولون، وهذا في نظرنا لن تستحقوه إن لم تقوموا بالآتي، وأنتم عليه قادرون، فقط ارفعوا رؤوسكم وقولوا نحن صحافيون ولا صحافة بلا رسالة وحرية اختيار:

ــ اقطعوا مع مرحلة سيطرة حزبي الاتحاد الاشتراكي و الاستقلال على النقابة فلا هي ملكية أبائهم دون باقي المغاربة ولا هبة من أجدادهم دون أجدادنا، مع الاحترام لكافة آبائنا وأجدادنا رحمهم الله.

ــ انتخبوا قيادة فيها المخضرمون اصحاب الحكمة ممن لم تتح لهم الفرصة للقيادة و الشباب والشابات لإتاحة الفرصة للجميع.

ــ تغيير عدد من البنود بالقانون الأساسي للنقابة لأنهم طرزوه بحيث يكون مطواعا لهم ولتأويلهم متى شاؤوا. ولاحظوا أن هذا “القانون” عصي على الهضم حتى لو اردت حفظه مثل أي مقرر أدبي قبل الامتحانات.

ــ لتكن مسؤولية رئاسة النقابة مرة واحدة لا غير، وليكن بند يدقق في دفتر تحملات “الرئيس” مع مراجعة نجاحه من فشله في منتصف الولاية و المجلس الوطني سيد نفسه يزيحه وينتخب غيره.

ــ على كل من ينل شرف العضوية في المكتب التنفيذي والأمانة العامة أن يستقيل من الانتماء الحزبي في ظرف ثلاثة أيام، ويحرم بمقتضى نص قانوني التحزب على رئيس النقابة، مع تصريحه بممتلكاتة.

ــ عليكم طرح السؤال العريض حول مالية النقابة و جمعية أعمالها الاجتماعية، ولا تنسوا التدقيق في أسماء الحاملين للبطاقة المهنية وهل يستجيبون لكل الشروط لنيلها..وركزوا على من يوجدون أو توجدن بالقيادة.

ــ الفئة التي خضعت للكولسة  و “التعليب المسبق” اعلموا هداكم الله أنكم صحافيون وبشر ولستم سلعة..أفيقوا ولا تخشوا حرارة جو مراكش ولا حرارة النقاش بالمؤتمر..فلذ يذوباكم..ما سيذيبكم هو هوانكم على أنفسكم وتسليمكم حاضركم ومستقبلكم لمن جربناه جربناه فأثبت عدم جدواه.

ــ ما قبل الأخير، لمن يعتبر أو يريد أن يعتبر هذا المقال دعاية انتخابية “أيضا” وبالتالي فأبناء وبناء عبد الواحد كلهم واحد نقول لا بأس، فليكن..وما يضركم أن تجربوا غير المستحكمين فيكم؟

ــ أخيرا، إن كنت أيها المؤتمر أيتها المؤتمرة من الطامعين الطامحين للفتات أو التقرب من موائد الحزبيين أو التسلق على ظهر النقابة فلا تصوت على المدعو أحمد الجلالي، هل تدري لماذا أنه خطر عليك وعلى النقابة وعلى الصحافة في المغرب؟ هاك الأسباب:

+ لن يلحس أي عضو ولو درهما خارج القانون وستذهب ميزانية النقابة للإهداف والأنشطة المسطرة،

+ أموال جمعية الأعمال الاجتماعية أولى بها الصحافيون المرضى المتقاعدون والمطرودون،

+ النقابة ستصبح ندا للمجلس الوطني وناقوسا مزمنا فوق رأسه وليس ملحقة لرئيس المجلس،

+ لو..فسوف أطهرها من الانتهازيين و سأسقي الكفاءات حتى تينع وسأطرح أفكارا مخيفة للفاسدين وسأنفذها مع فريق من الشريفات والشرفاء،

+ القيادة ستصبح جماعية فعلا، وحضور القياديين مضبوط ولا ريع عندي ولا مجاملة و لا هم يخربقون،

+ لن يقف فوق رأسي عباس ولا إلياس ولا فرناس ولا إدريس ولا كهنوت حزبي يشوش علي أو يوجهني،

+ أول ما سأبدأ به هو الافتحاص وسأغلق حسابي البنكي طيلة ولايتي الوحيدة المفترضة، كما سأقدم دفتر تحملات وفي كل دورة على المجلس الوطني أن يحاسبني وعليه اللعنة إن لم يعزلني إن تبين له غرام واحد من الفساد أو بوادر فشل سيضر النقابة،

+ هل تظنون أنكم تتحملون وتطيقون رئيس نقابة بهذا الحرص وهذا الوضوح؟ لا أظن ولكني متيقن أن زمن الشفافية زاحف وسيبحث الجيل القادم عن أمثالي ومن هم أحسن مني، من حيث النية على الأقل فلا ندعي عبقرية لكن القلب مليان قناعة والمباديء أقدم منا رسوخا في العقل،

 ملحوظة: يا أيتها الإرادات العاشقة للفساد، و يا عباد “التغميسة” توحدوا ضد هذا الطاعون المسى أحمدالجلالي..

 فهو يهدد مصالحكم و يحول بين أيديكم ووبطاقاتكم الأوتوماتيكية و الأرصدة السمينة، وهو يبشر بمغرب لا يتعايش مع أمثالكم..

فاجتمعوا الليلة قبل الغد بدار “أبي بغل” ولتكن منكم طائفة من فتية من كل التنسيقيات و القطاعات و اللجان ولتميلوا عليه ميلة “مناضل واحد”..

 فلا تأخذنكم به شفقة ولا رحمة “خشقجوه نقابيا” كي لا يبقى له شأن ولا خبر، فهو ومن يحلم أحلامه سبب الخراب القادم وقاطعو “اللذات” والحائلون بينكم والميزانيات..والسفريات..

 ايتها المؤتمرات أيها المؤتمرون بمراكش..خلال الولاية المقبلة أو ولايتين على الأكثر سيكون الكثيرون منا قد ماتوا، وسيكون من المحزن جدا ليس موتنا..بل لأننا لأنكم لأنكن..لد تكونوا قد عشتم حتى تروا التغيير الذي نسنتحق في هذه المهنة وهذه النقابة..التغيير ليس قدرا محددا بتاريخ..إنه إرادة.

حددوا ماذا تريدون: وضع مهني يعزكم ونقابة تنصركم أو اتباع قوم تبع ومهانة لا تليق بكم…في 2019.

 WWW.ACHAWARI.COM

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد