12 سنة حبسا لبوعشرين..هل كسروا قلم الرجل أم هو من كسره؟

 الشوارع

عكس توقعات المتفائلين وأكثر بقليل أو بكثير من انتظارات المتشائمين نزل حكم على توفيق بوعشرين بعقد وسنتين حبسا نافذا. وسيوصف هذا الحكم بالأثقل في تاريخ الصحافة المغربية ، مثلما نعت  منع علي لمرابط من الكتابة بالأغرب.

فقد قضت استئنافية الدار البيضاء، ليلة مساء الجمعة/ليلة السبت، على ناشر “أخبار اليوم” الصحافي توفيق بوعشرين بالسجن 12 سنة سجنا نافذا، زيادة على غرامة مالية قدرها 200 ألف درهم بعد إدانته بارتكاب جملة من الجنايات.

 وقد حكمة الغرفة كذلك بتعويض عدد من الضحايا ونشر منطوق الحكم في إحدى الصحف المغربية، وفي الدعوى المدنية التابعة بقبولها شكلا وموضوعا بأداء المتهم لفائدة المطالبات بالحق المدني، غرامات أتت كالتالي:

 ــ اسماء الحلاوي: 500 الف درهم،

 ــ سارة المرس: 300 الف درهم،

ــ خلود الجابري: 300 الف درهم،

 ــ نعيمة الحروري: 300 الف درهم،

ــ وداد ملحاف: 300 الف درهم،

 ــ وصال الطالع: 100 الف درهم،

 ــ صفاء زروال: 100 الف درهم،

 ــ كوثر فال: 100 ألف درهم مع الصائر والإجبار في الأدنى ويرد باقي الطلبات.

وفي نهاية آخر جلسات محاكمته والتي دامت أزيد من ثمانية أشهر، منح بوعشرين الأخيرة قبل إصدار الحكم عليه، وبرأ نفسه تماما من كل التهم التي ووجه بها واعتبر محاكمته سياسية.

يذكر أن بوعشرين اعتقل في الـ 23 من فبراير الماضي  بمقر جريدة “أخبار اليوم”، بعد  شكاوى رفعت ضده من قبل سيدتين اتهمتاه بالاعتداء الجنسي عليهما.

 وواجه بوعشرين اتهامات ثقيلة سيما “ارتكاب جنايات الاتجار بالبشر” و”الاستغلال الجنسي” و”هتك عرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب والتحرش الجنسي” و”استعمال وسائل للتصوير والتسجيل”.

تعليق:

 ينتظر أن يثير الحكم الثقيل في حق بوعشرين ردود أفعال هناك..أي خارج المغرب وليس “هنا” طبعا لأن النقابة “الأكثر تمثيلية” مشغولة جدا بالجمع بين بحبوحة النقابة البقرة الحلوب دوما وأبدا وريع المجلس المنتظر الموعود.

 هذا الحكم القاسي الذي اختلطت فيه روائح الفروج بفضلات السياسة/ تامحزوبيت كما هي ممارسة في بلادنا، سينضاف إلى البعد القبيح في “الاستثناء المغربي”، الذي له إشراقات حقيقية لا تنكر لكن لا صلة لها بهذا الموضوع.

ولن نستغرب أبدا أن تكون المنظمات الأجنبية تفرك يديها من الآن لأن “برنامج عمل” آخر نزل من السماء..واستعد يا يزمي ويا رميد للرد على سيل الاتهامات القادم.

هل نشك في القضاء المغربي؟ الجواب: لا نتهمه ولا نقدسه، فأعطابه هي من استوجبت مشاريع إصلاحه المنتظر و المأمول.

هل نصادر حق الضحايا؟ الجواب: مستحيل. لكن من حقنا أن نتساءل: هل خلت متابعة بوعشرين من أية خلفية سياسية بنسبة مائة بالمائة؟

هل نتعاطف مع بوعشرين المهني؟ الجواب: قطعا نفعل، ونزيد: غياب كتابات الرجل ترك ثقبا كبيرا في التحليل السياسي على كل وسائط الإعلامية المغربية. كانت تلك حرفته.وبصرف النظر عن الأسباب فكسر الأقلام أو انكسارها أمر مؤلم.

www.achawari.com

  

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد