مولاي هشام..عن دم خاشقجي ومصير ابن سلمان والسعودية

الشوارع/متابعة

مثلما كان الأمير العربي الوحيد الذي أعلن موقفا واضحا من اختطاف خاشقجي في حينه، انبرى الأمير مولاي هشام بن عبد الله العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، وابن خالة الأمير السعودي البارز الوليد بن طلال، ليتحدث بوضوح لافت على تطورات جريمة اغتيال الصحافي السعودي، الذي صار معروفا لدى شعوب العالم، وبجميع اللغات، بفعل بشاعة الجريمة وقوة الإعلام الرقمي الرهيبة.

في مقابلة مع جريدة  “القدس العربي” بشأن جريمة خاشقجي وتطوراتها على المستوى الدولي قال مولاي هشام إن “ما يجعل هذا الملف يأخذ قوته هو أن جمال خاشقجي مقيم في الولايات المتحدة ويعتبر صوتا إصلاحيا يدافع عن حرية التعبير وتحتضنه مؤسسة إعلامية كبيرة وهي الواشنطن بوست، ثم الطريقة البشعة التي قتل بها، وهذا ما جعل الكثير من الأصوات الأمريكية ومن النظام السياسي الأمريكي والأوروبي تطالب بتوضيحات وعقوبات ضد المسؤولين عن الجريمة وعدم إفلات المتورطين من العقاب”.

وبالنظر إلى تعقيد العملية واللوجيستيك الذي تطلبته، يرى الأمير أنه”لا يمكن لكل هذا أن يحدث ويتم بدون ضوء أخضر واضح من أعلى هرم السلطة. ويبقى الأساسي هو رفض الأتراك وامتناعهم الدخول في استراتيجية ترامب ــ السعودية، ويعملون بذكاء على تقويض أي رواية أمريكية ــ سعودية تتستر على ما جرى من خلال تسريب ممنهج للمعطيات حول الجريمة”.

  وارتباطا بنفس القضية تحدث الأمير للقدس العربي عن ” التوتر العالي داخل العائلة الملكية السعودية وباقي المؤسسات لأن ولي العهد بن سلمان خرق كل القوانين المكتوبة والأعراف والتقاليد المعمول بها، فبعد المغامرات السابقة من حصار قطر وقضية (ريتز كارلتون)، الآن تواجه السعودية جريمة بشعة فيها تقطيع أطراف مواطن مسالم وهو تصرف يخالف الدين الإسلامي والتقاليد المعمول بها وسط المجتمع السعودي. هذه الجريمة خلقت الرعب داخل البلاد، وأصبح الجميع متخوف من مصير مماثل”.

  وبالنظر إلى الكثير من المغامرات الخطرة ـــ كحصار قطر والحرب على اليمن ــ التي أقدم عليها ولي العهد السعودي بضوء أخضر أو تغاض أمريكي، يخلص مولاي هشام إلى أن “ابن سلمان لقد اعتقد محمد بن سلمان أنه يملك تفويضا أمريكيا مطلقا لاتخاذ القرارات التي تحلو له بدون رقيب ولا حسيب حتى وصلنا الى قضية مقتل جمال خاشقجي”.

  ويرى الأمير المغربي أيضا أن خروج الأمير السعودي من هذه الأزمة بسلام “قد يشجع على مغامرات أكبر، في العمق نحن أمام معضلة هيكلية جديدة في صنع القرار في السعودية وفي كيفية تنفيذه”.

 إلى ذلك، حذر الأمير في حواره من أن السعودية  وإن تمكّنت من احتواء الأزمة ” فالجريمة ستلقي بثقلها على صورة ولي العهد والبلاد، وبالتالي فإن كل هذا قد يؤدي في آخر المطاف إلى حل عنيف للوضع”.  


www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد