خاشقجي عذرا لا نقابة ولا مجلس..لنا فقط بقالي/مجاهد

الشوارع/ المحرر

في وقت وصلت فيه قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي مراحل حرجة ما قبل إماطة اللثام عن ماذا وقع وكيف وقع، في أفق لماذا وقع و من فعل؟ وفي حين حبس الرأي العام العالمي والإنساني أنفاسه في انتظار الكشف عن المشاهد البشعة للقتل و التقطيع..و يا إلهي ماذا بعد..حسب ما سربته المخابرات التركية للإعلام الأمريكي و بعض أعضاء الكونغرس،رغم هذا والنقابات العربية بما فيها نقابة البقالي/مجاهد و مجلس مجاهد/البقالي ولا “من رأى و لا من سمع”.

 وبهذا الموقف المتدني إنسانيا وأخلاقيا لقياداتنا الإعلامية المفروضة علينا فرضا، باسم “الأغلبية المصوتة”، لم نعد ندري من أين يأتي هؤلاء بهذا الكم الهائل من القدرة على دفن الرؤوس في مزابل الصمت المريب، ولم نعد نفهم معنى الانتماء إلى مهنة المتاعب، في زمن الكراسي الوثيرة.

 وأمام صمت المقابر لكل اتحادات الصحافيين العرب، مقابل استماتة الصحافة الأمريكية في الدفاع عن أعلامي عربي لا يحمل جنسية الأمريكان و لا الفرنسيين، لم نعد ندري صراحة كيف يمكن لنا نحن معاشر الصحافيين العرب أن نكشف عن وجوهنا أمام العالم معلنين انتماءنا المزدوج للصحافة و لهذه الأمة معا.

 البقالي/ مجاهد سقطا في هذا الامتحان الإنساني، أمام العالم و أمام الشعب المغربي، سقوطا أخلاقيا مروعا، و مع هذا لن نستغرب أن يخرجا اليوم أو غدا ببلاغ يدعو إلى التريث و التعقل و “التفعل”..هما السياسيان العاقلان اللذان لا يهمهما حديث العالم بكل لغاته عن الذبح و السلخ و الخطف…مادامت النقابة ــ كما هي ــ تحت أقدامهما، وريع المجلس يسيل اللعاب.

 ولأن المناصب صارت إرثا للبلهاء ــ تعاطفا من الخالق ربما مع مخلوقاته الغبية ــ فقد كان بإمكان الثنائي “غير المهتم” صاحب الحسابات السياسية و الحسابات الأخرى أن يلعباها بالحد الأدنى للتذاكي كأن يبديا ” أسفهما وقلقهما من اختفاء خاشقجي…إلخ”، أي جملا من ذلك الكلام الذي لا يفعل أكثر من رفع الحرج. لكنهما فضلا الصمت المقرف.

 أيها الثنائي غير المرح بالمرة، خاشقجي لم يكن معارضا لآل سعود حتى تخافا وأنتما على بعد آلاف الأميال من الرياض، و جمال لم يكن غريبا عن بلادنا فلطالما زار المغرب وحضر مهرجان أصيلا. لم يكن الرجل إرهابيا و لا مغتصبا و لا مهرب مخدرات..ولا ضد وحدتنا الترابية..

كل سلاح الرجل كان موقفا عقلانيا ضد الاستبداد يعرف كيف يعبر عنه بعربية فصيحة وإنجليزية أفصح، كانت كافية لتخريب كل مجهودات ابن سلمان لتلميع صورته في الولايات المتحدة وصرف ملايين الدولارات في سبيلها.

 أيها الثنائي فاقد الروح و الشجاعة و القدرة على ممارسة المهنة..بل العاجز حتى عن تدبيج  ثلاث جمل.. ألا قبحا لكما وقبحا لنقابة تقبل بكما على رأسها وقبحا وسحقا لمجلس لا يلفظكما قبل أن تعيتا فيه تسلطا وتصفيات رخيصة.

 www.achawari.com

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد