جنازة مجلس..والوزير الأعرج يخشى الصحافيين الديمقراطيين

الشوارع/ المحرر

  كما توقعت دوائر الريع فقد تم اليوم الجمعة تنصيب الخالد الماهد  في المشهد الإعلامي المغربي، الاتحادي يونس مجاهد، رئيسا من فصيلة ابن عرفة على رأس مجلس ولد ميتا اصطلحوا عليه باسم “المجلس الوطني للصحافة”، وبهذا التنصيب “ديال بزز” الوفي لنظرية العسف والهيمنة، تكون أغلى أماني مجاهد تحققت، بعد خيبات الأمل الطويلة في الاستوزار، كما تكون شهية زوجته ومقربيه قد انفتحت كامل شدقيها طمعا في هوامش الريع بالمجلس المشؤوم وغيره من المرافق العمومية التي تسمح بالريع وتتغاضى عنه.

لكن، ولكل مسألة “ولكنها”، فقد كان العشرات من الرجال، وهم زبدة الحقل الإعلامي المغربي، كانوا بالمرصاد وفي الموعد حاضرين منددين بالمسرحية المهزلة التي جرت فصولها برعاية الوزير الأعرج، الذي أبان عن معدنه الثقافي والإعلامي الأصيل تجاه كل ما هو مهني حقيقي، وما هو ديمقراطي الهوى و النزوعات.

وبعد أن انتصب الزملاء كشوكة صامدة أمام المدخل الرئيس للوزارة بمدينة العرفان، الرباط حاملين لافتة قالت كل شيء “25 سنة من الاستبداد..” تقدم ثلاثة منهم إلى مكتب الإستعلام لإبلاغ الوزارة رغبتهم في تقديم رسالتين لكل من وزير الثقافة والإتصال و القاضي المشرف على تشكيل المجلس وتنصيبه، لكن الوزير كان قد أعطى تعليماته لأمن “الحدود” بعدم ترك أي من المحتجين يدخل، حتى لإبلاغه رسالة مكتوبة.

وطبعا، كانت اللحظة “حساسة” لأن الصحافة وإرادة المهنيين كانتا تغتصبان، ومغتصبوهما “طبعا” لا يحبون الإزعاج في لحظة “تلذذ”، و”طبعا” يجب أن يكون الوزير الأعرج أحمق مخبولا حتى يستقبل رسالة من صحافيين يسمون أنفسهم “حركة صحافيون من أجل نقابة ديمقراطية”..إن الديمقراطية ــ لعن الله أجدادها ــ تزيل الشهية في يوم كهذا ينصب فيه مجلس كذاك..

 من بين الزملاء،ممن أوصدت في وجوههم أبواب وزارة الأعرج، أسوأ وزير على الإطلاق في تاريخ وزارات الإعلام بالمغرب، من أصبحوا معالم مغربية أصيلة في المشد الصحافي الوطني من أمثال: أحمد إفزارن، محمد سراج الضو و حمادي الغاري و علي بوزردة، وعبد الرحيم التوراني وعلي مبارك ومصطفى كنيت وعمر الزغاري وحميد كرضة وأنيس شعيب والمناضل الصلب عبد الواحد ماهر..والقائمة تطول.

هؤلاء طاقات وخلاصات صحافتنا، يستحقون التكريم و الاحتفاء لا التهميش والإقصاء، يستحقون أن تكون كلمتهم مسموعة لا أفكارهم مقموعة.

لكن لهذا الزمن الأعوج رأي مختلف ومتخلف: الكبار ــ يا ويح فعلتكم ــ من الباب لهيه و الصغار مهنيا وأخلاقيا ينصبون ضدا على القانون والمنطق والأخلاق..يحدث هذا في مغرب الـ 2018، فلأي مغرب قادم يهيئون يا ترى؟

 سقى الله “بوب دايلان” القائل في أسلوب غنائي..الجواب يا صديقي  في الريح.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد