المقاطعة والفن..ليس هناك أقصر من حبلي الجهل والتغليط

 الشوارع

كان الانترنت بمواقعه الاجتماعية قبل سنوات بالمغرب فسحة للترفيه والمعرفة و التمتع باستكشاف عوالم جديدة علينا تماما. اليوم تغيرت الأوضاع، ومعها تغيرت الاستخدامات: فكما يمكنك بسهولة من خلال مواقع “السوشال ميديا” معرفة جديد المواهب و الإبداع، صار بالإمكان أيضا قياس نسبة الأمراض الاجتماعية و مستوى البشاعة في الذوق والرداءة في الخطاب.

هكذا إذن يحق لنا أن نعتبر ” الفيسبوك” مثلا بمثابة سكانير النفاق الاجتماعي و الفقر السياسي والخبث السياسوي و الفساد باسم النضال.

جاءت حملة المقاطعة، والتي هي كفعل مستقل تبقى حقا وشكلا متحضرا لإيصال خطاب راق نظيف ينتج عنه قرار أنظف، والتي هي إلى جانب الجهل تصير “مزبلة” يغشاها خلق يعاني شتى صنوف الكبت والعقد النفسية و غير قليل من “مواهب” الاحتيال على الجماهير باسم “النضال” المفترى عليه.

الجانب القبيح في كل هذا الزخم غير المنظم و لا المؤسس على الوعي الراقي و المقاربة المتزنة للأمور، عبر نخبة حقيقية واعية بإشكالات الواقع ومداخل التغيير، أن سلطة ما بدأت تتشكل شعارها: كن معنا أو ندمرك بحملاتنا. مثال هذا أن “قانونا” وضع يصنف الفنانين المقاطعين أعداء الشعب تسحب منهم صفة “الفن” و المنخرطون في المقاطعة يصنفون على رأس قائمة الفنانين، حتى و إن كانت مواهبهم متوسطة أو “على قد الحال”.

يا أصحاب المعايير و “لمعيار” الجدد نسألكم بعيدا عن صخب الدهماء و صوت السوق المتعالي: ما الذي ينقص من قيمة ناس الغيوان إن هم غنوا أينما ووقتا غنوا؟ وما الذي سيزيد من القيمة الفنية للميلودي عادل حتى وإن تزعم المقاطعة؟. ما رأيكم في هذين المثلين على الأقل؟

الفنان الشعبي الستاتي، الذي كنتم قبل أشهر تتابعونه بالآلاف واقعيا وافتراضيا، ما الذي غير منه كقامة للفن الشعبي المغربي؟ ونحن ننظر إلى عطاء الرجل لا إلى طريقة حديثه فهو في كل الأحوال ليس أكاديميا بل واحد من الناس أبان عن قدرات فنية فصار رمزا.

وعلى ذكر صاحب “الفيزا والباسبور” فقد اشتكى شخصا يزعم أنه مناضل بسيدي سليمان بعد نشر الأخيرة تدوينة على صفحة “الشعب يريد” فما كان من رجال الأمن سوى ان استمعوا للمشتكى به، الذي أنكر أية علاقة له بصفحاته، بل أكثر من ذلك أراد أن يستغل الموقف ليسوق لنفسه بطولة ما وأنه تعرض للتضييق على حرية التعبير…رغم أن مصادرنا تقول إنه “بات فدارو”.

الخلاصة، أو “الحاصول” وهو تعبير مغربي أمتن: الحاصول حبل المغالطات مكين ما أقصر منو.

 WWW.ACHAWARI.COM

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد