الشوارع ــ المحرر
بعد أن تفرغ السلطات المغربية من انتشال جثامين ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق بالبلاد، وخلف آلاف القتلى والمصابين، سيظهر بوضوح حجم التحديات المالية واللوجيستية لإعادة إعمار ما دمر والتخفيف عن السكان تبعات المصيبة التي ألمت بهم.
وتتوفر الدولة، فضلا عن الملايير التي ستدخل الحساب الجديد الذي تم فتحه بعيد الزلزال، على صناديق ظلت شبه منسية، لو فتحت بالعقل والمراقبة الشفافة والحرص على صرف كل درهم، لتم بناء الحوز وما حولها.
صندوق التضامن ضد الأحداث الكارثية
في العام 2019، صدر مرسوم بتأسيس صندوق التضامن ضد الأحداث الكارثية، حيث وُضعت له آنذاك مخصصات أولية من قبل الحكومة، ثم جرى استيفاء ضريبة شبه مالية جُيرت لصالحه، وحُددت بنسبة 1% من الأقساط المتعلقة بعقود التأمين.
ويتكفل الصندوق بتغطية وقائع كارثية محددة، ومنها الفيضانات بما في ذلك تداعيات انهيار السدود بفعل ظاهرة طبيعية أو تدفقات طينية.
كما يعالج آثار الزلازل وارتفاع المد البحري أو ما يُعرف بتسونامي، إلى جانب وقائع الأعمال الإرهابية والفتن أو الاضطرابات التي قد تحصل ويكون لها متضررون، لا سمح الله..
ومباشرة بعد اطلاع المغاربة على هول ما نتج عن الزلزال من دمار برز الحديث والاهتمام مجددا بهذا الصندوق، مع مطالبات بالشفافية مع الرأي العالم الوطني عن كمية الأموال بهذا الصندوق وكيف ستصرف وكيف يمكن أن تعين في لملمة الآثار السلبية للزلزال على المواطنين.
قروض البنك الدولي:
تكاد هذه الحكومة والتي قبلها تكونان أكثر الحكومات في استدانة في تاريخ المغرب. فبين كل قرض دولي ضخم وقرض آخر ينتصب قرض مخيف، وبشكل متسارع. فلا الحكومة تقول لم اقترضته وأين ستصرفه، ولا هناك من يتابع عمليات صرف القروض وكم بقي منها.
وكمثال على هذه القروض، ففي مطلع العام 2020 وقعت الحكومة اتفاقية قرض مع البنك الدولي قيمته 275 مليون دولار.
ويمكن للحكومة سحب هذا القرض الكبير عند مواجهتها أحداثًا كارثية وبما يدعم الجهود الرامية للتخفيف من الأضرار والشروع في إعادة البناء.
صندوق التنمية القروية
يوم الثلاثاء31 أكتوبر من العام 2017، نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن عزيز أخنوش قوله كما يلي:
"أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن صندوق التنمية القروية آلية أساسية لتفعيل المقاربة المندمجة لتنمية العالم القروي والمناطق الجبلية".
مرت ست سنوات على هذا الخبر، وتغيرت أشياء كثيرة بالمغرب، وصار أخنوش وزير الفلاحة السابق، رئيسا للحكومة، وها هو الزمن يسائل أخنوش عن الماضي والحاضر: كم هي أموال هذا الصندوق؟ كم صرف منها وأين صرف؟ كم بقي من رصيده، هو المعد للعالم القروي والمناطق الجبلية، بعظمة لسانك؟
الزلزال يا رئيس الحكومة ضرب مناطق جبلية أساسا، فهات ما لديك وتحت تصرفك.