افتتاحية: هذا وقت الشدة..فيا عقلاء بلادي استيقظوا

المحرر

أحداث كثيرة ومتسارعة تتعاقب على المشهد المغربي منذ صيف العام الماضي. بدأت بنتائج الانتخابات التشريعية السلسة وميلاد عسير لحكومة سبقها “بلوكاج” مصحوبا بأوجاع وآلام أثرت على الشكل الخلقي والعقلي لمولود “العثماني” الذي كان ينتظر أن يكون مولودا “بنكيرانيا” رقم اثنان.

ثم توالت الحوادث المحيرة مع اعتقال نشطاء حراك الريف والصحافي المهداوي، ثم توالت المحاكمات، ومن رحم المحاكمات أطلت قضية مازالت فصولها تتعاقب، مع اعتقال توفيق بوعشرين وما في الموضوع من ملابسات حيرت الجميع ومازالت تعد بالمزيد.

وما بين هذا و هذا وذاك..شبت نيران المقاطعة التي لم تكتف ألسنتها بمس السوائل بل تعدتها إلى مهرجان موازين ومنصاته وضيوفه.

جاء كاس العالم ومشاركة المغرب فيه بعد أن غاب عنه طيلة عقدين..انتظار شعبي لفرح رياضي تأجل كثيرا..وتزامنت المشاركة مع حلم تنظيم بلادنا  لكأس العالم 2026 ..ولكن ضربة آل سعود وآل نهيان لم تكن لا على بال المغرب الرسمي ولا الشعب..خاننا أصحاب النفط وباعونا بعد أن باعوا أنفسهم للشيطان.

اليوم، ولم نبلع بعد خيانة العرب و خيبة “فار” الفيفا وإقصائنا الظالم من كأس العالم، نزلت أحكام قاسية على معتقلي الريف لتعلي حرارة الأجواء الاجتماعية درجات أخرى، في وقت كان المطلوب تخفيف الضغط الحاصل في طنجرة بلادنا، وتبديد الاحتقان.

 في مثل هذه الأوقات العصيبة يخرج من رحم الدول والمجتمعات عقلاء كبار يعيدون الأمور إلى نصابها. لكن ما حصل عندنا ــ للأسف ــ هو الصمت القاتل للنخب المبدعة. ما وقع أمامنا هو تنافس المسؤولين الحكوميين عندنا مع النعامة في رياضة دفن الرؤوس في رمال الزمن الحامي.

ليس بمثل هذه المواقف تكون المسؤولية ولا بمثل هذا السلوك تكون الرجولة والشجاعة. لقد أدمنتم الفشل و النكوص و الانتهازية والحزبوية والجبن..ومع كل هذا أعطيتم من قبل هذا الشعب ما لا تستحقون من فرص لإثبات الذات وتغيير الصفات..لكنكم بقيتم أوفياء للقصور الذاتي.

اليوم انتهى الهامش بعد أن ضاق كثيرا. وصلت النخب الفاشلة الفاسدة إلى الحافة. الوطن ليس لعبة خلفها لكم آباؤكم. الوطن هو “معبودنا” الأرضي بعد رب الأرض والسماء. بحق الرحمان ارحمونا، هاتوا المفاتيح وانسحبوا..بلا ضجيج.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد