هكذا ردت قطر الصاع صاعات لفرنسا ماكرون..وما خفي أفظع!

الشوارع ــ المحرر السياسي

يقول المثل المأثور: طبق الانتقام يؤكل باردا  !

هذا بالضبط ما تطبقه اليوم دولة قطر ضد فرنسا ماكرون، المحرض الرئيسي ضدها داخل أروقة البرلمان الأوروبي في ما بات يعرف بقطر غايت ( أي فضيحة قطر )، و هي القضية التي اتُهم فيها بعض البرلمانيين الأوروبيين على خلفية شبهة حصولهم على رشاوى من دولة قطر قبيل انعقاد مونديال كرة القدم.

الكل كان يعلم بأن مسؤولي دولة قطر  ملتزمون التهدئة و عدم الرد على كل هذه الاتهامات لتفادي التشويش على أجواء منافسات المونديال، و الذي عرف نجاحا باهرا بشهادة العالم اجمع و على رأسه منظمة الفيفا. لكن الآن جاء وقت الحساب، لكن ليس باستخدام سلطة المال أو الغاز،  إنما بتحريك اهم و أخطر سلاح تتوفر عليه دولة قطر، و هو الإعلام و تحديدا القناة الفضائية الجزيرة.

 و المناسبة هو عرض هذه القناة لبرنامج التحقيقات الصحفية ” ما خفي أعظم” الذي كشف عن تلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرشوة مالية من طرف سيف الإسلام القذافي، ابن الرئيس الليبي معمر القذافي، و ذلك من أجل تمويل حملته الانتخابية الرئاسية لسنة 2017.

هذا ما كشف عنه العميل الروسي المندس في ليبيا، المدعو سيرغي ماكسيما. و قد كان هذا العميل مقربا من الرئيس الروسي بوتين و مكلفا بإدارة الحملة الانتخابية لفائدة سيف الإسلام القذافي الذي كان قد اعلن عن نيته الترشح لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في ليبيا. و قد افد هذا العميل الروسي في مراسلاته للقيادة الروسية بتوفر سيف الإسلام القذافي على وثائق بأسماء مسؤولين سياسيين بارزين في فرنسا و أوكرانيا و الولايات المتحدة الأمريكية، مدعيا تلقيهم لأموال و رشاوي من معمر القذافي و على رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوساطة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي المتورط هو الآخر في تلقي أموال من القذافي لتمويل حملته الانتخابية و التي على اثرها تمت محاكمته قضائيا بالسجن و الغرامة. فهل سيلقى ماكرون نفس المصير ؟

لا زال الرأي العام الفرنسي تحت الصدمة و لم تتحرك إلى حدود الآن أية آلية للمساءلة. في انتظار ذلك، يوجد الرئيس الفرنسي في اسوء أيامه بقصر الاليزيه بعد توالي النكسات و الفضائح و الضربات، سواء من داخل فرنسا او من خارجها.

 و برأي أغلب المتابعين للشأن السياسي الفرنسي، فإن الرئيس الفرنسي يوجد على عتبة الإفلاس السياسي التام و أن استمراره على رأس فرنسا من شأنه أن يدمر الجمهورية الخامسة أو ما تبقى منها. لذلك فكل السناريوهات باتت مطروحة بما فيها الضغط على الرئيس لتقديم استقالته لفتح المجال لبدئ التحقيقات القضائية، أم أن الإيليزيه سيلجأ، كما جرت العادة، لعملية الهروب إلى الأمام باختلاق مشاكل و قضايا هامشية للبحث عن مشجب أو كبش فداء أو حتى البحث عن فزاعة عدو خارجي يرمي عليه اللائمة بغاية إلهاء  الرأي العام الفرنسي و الاوروبي عن تداعيات هذه الفضيحة.

 

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد