الشوارع/ قسم فوانيس
ضرب الموت موعدا متزامنا يوم أمس لرمزين من رموز الأغنية والفن المغربيين، وفي لحظة فقد المغاربة إلى الأبد معلما كبيرا وموهوبا في فن العيطة، صاحب التميز أداءا وعزفا لقصيدة العلوة التراثية، أحمد ولدقدور، الذي غنى ضمن اشرطته القديمة عن الموت : "لوجوه لي نعرف سايرة تخرف".
وفي اليوم نفسه انتقل إلى عفو ربه أحد نجوم الأغنية العصرية بالمغرب الفنان محمد الغادي صاحب الأغنية التي نقلته إلى الشهرة: "الغربة والعشق الكادي.
الغاوي، الذي وجد دائما تحت الأضواء رحل تاركا ربرتوارا من عشرات الأغاني العاطفية والوطنية، أما ولد قدور الذي أمده الله بطول العمر وبقاء الوعي والحواس متقدين إلى آخر سنوات عمره الذي أمضاه وفيا لفنة وللشاوية بحمولتها الثقافية والإنسانية، في تواضع الفلاحين وأهل البادية الكرام.
ولد قدور، الراحل جسدا، لن يرحل من الساحة الفنية بالنظر لموروثه الكبير في فن العيطة وتطويع لوتار وتحقيق القفزات الفنية التطويرية للفن الشعبي. وبحق، ترك الرجل مادة خصبة للباحثين في الفنون وسوسيولوجيا الفن في ارتباطه بالتاريخ والجغرافيا.
وباستثناء إطلالات يتيمة أتاحها الإعلام الرسمي لولدقدور، فلا يكاد الجيل الحالي وكثير من الجيل الذي سبقه يعرفان أي شيء عن هذه القامة الفنية المغربية الأصيلة.
ولأنه ابن بادية أصيل فلا يبدو أن المرحوم كان يكترث أصلا لبريق الإعلام أو فتنة المال: عاش كما يريد وغنى بالأسلوب الذي يريحه وصار في أواخر سنوات عمره حمامة المسجد في ابن احمد راضيا عن نفسه وعما خلف وراءه.
عسى أن تنتبه السلطات المحلية والمنتخبون وما تبقى من النخب بالشاوية، وفي مدينة ابن احمد على الخصوص، لما فرطت فيه في حياة ولدقدور، فتتدارك الأمر بعد رحيله فتكرمه على الأقل تكريما رمزيا بإطلاق اسمه على مركب ثقافي أو على شارع...أو زقاق حتى...وذلك أضعف الإيمان بمواهب الوطن.
رحم الله ولد قدور..رحم الله الغاوي. إنا لله وإنا إليه راجعون.
www.achawari.com