الشوارع/المحرر
يعيش المشهد السياسي المغربي وضعية شاذة ونادرة ندرة قرني الدجاج وظاهرة خسوف متفردة للقمر تسمى شعبيا "القمر الدموي".
ذلك أنه ولأول مرة لم يعد يميز الناخبون الافتراضيون في المغرب بين أحزاب الحكومة وأحزاب المعارضة. وكيف للمغاربة أن يميزوا بين أصوات تردد الأسطوانة نفسها وتصفق بصوت واحد على قرارات تزيد يوميا من ضنك العيش ونفض جيوب المواطنين من آخر فرنكاتهم؟.
لقد توحدت الجوقة كلها ضد مصالح ملايين المغاربة التي انضاف إلى قوائم الفقر الأسود فيها هذه الأيام ثلاثة ملايين عضو فقير "كامل العضوية"، ولا يحتاج إلى بطاقة "راميد" أو الاصطفاف في بؤس أمام المقاطعات طمعا في "سجل اجتماعي موحد" قد يجلب إليهم بعد سنوات بضع دريهمات.
وقد تحسس حزب "القوات الشعبية" رأسه وكراسيه وسارع إلى التبرؤ مما تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي بخصوص خوض الفرق والمجموعة النيابية المعارضة بمجلس النواب وقفة احتجاجية نهاية الأسبوع الماضي.
كان يا ماكان بالمغرب حزب سمي "حزب المهدي وبوعبيد"..كان هو المعارضة وهو الشارع وهو النقابة وهو النضال..وأتى حين من الدهر على أهل "ساس يسوس" صاروا مستعدين كي "يسوسوا" كل من يلمح حتى إلى إمكانية ممارستهم الدور الذي على أساسه تموقعوا ثم وصلوا للحكومة وصاروا وزراء..دور قاطرة النضال الشعبي للدفاع عن الطبقات الفقيرة.
وصار لزاما على الشعب المغربي أن يعدل من شعاراته ويصرخ في وجه هذه الكائنات الريعية: هي كلمة واحدة..هاد الأحزاب فاسدة..
الحق، والحق نقول: الأحزاب، كل الأحزاب، ليست مدعوة لا للخروج للشارع للاحتجاج مع المواطنين ولا للحديث باسمهم في البرلمان...هي مدعوة وبسرعة للخروج من حياة المغاربة...إلى غير رجعة.
www.achawari.com