ضد الغطرسة الأمريكية..نحن مع بلاد الحرمين ظالمة أو مظلومة

الشوارع/المحرر

مع احتدام الحرب الروسية/الغربية فوق الساحة الأوكرانية، بات تقاطب عالمي واضحا، وفيما انصرفت دول وكيانات كبيرة بوضوح نحول هذا المعسكر أو ذاك، فإن بقية الدولة الصغيرة والمتوسطة صارت أمام الأمر الواقع مدعوة للاختيار بين أمرين كلاهما علقم: إما مع أمريكا أو مع روسيا.

وفي ظل هذه الحمأة التي يشم منها رائحة الدمار والنووي والفناء المعجل،فإن الضغط الأكبر هو ما ينزل فوق عقول وقلوب صناع القرار في الدول الغنية وفي مقدمها العربية السعودية.

وتتعرض الرياض هذه الأيام إلى ضغوط وتهديدات أمريكية جدية على خلفية ما أقدمت عليه من قرارات ضمن “أوبيك بلاس” آخذة بنظر الاعتبار مصلحها القومية وغير مبالية بما دأبت عليها الولايات المتحدة الأمريكية من ابتزاز وسياسات حلب.

ويوجد في مقدمة هذا الحدث وتحت أضوائه الكاشفة بالدرجة الأولى ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الذي أذاق الأمريكان لحد الساعة كاسات مرة لم تتعود عليها واشنطن من أسلافه، بمن فيهم والده الملك سلمان.

وفي حروب النفط العربية الغربية يستحيل تصفح ملفاتها دون التوقف وقوفا مرجعيا عند الملك فيصل رحمه الله، الرجل الذي تركها صرخة تاريخية مدوية في وجه الطغيان الغربية إلى يوم الدين.

 وليس بوسع المؤرخين نسيان ما قام به فيصل من قطع للنفط عن الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي نصرة للقضية الفلسطينية ومقدمة استراتيجية لحرب اكتوبر المجيدة، والتي لم تستكمل كل أهدافها للأسف.  

وليس بمقدور الأرشيف الأمريكي أن يمحو فقرة فاقعة البياض والسطوع حين استقبل فيصل وزير خارجية أمريكا الثعلب هنري كسينجر بطريقة فيها كبرياء وشموخ عربي صار في زمننا أندر من قرني دجاج.

فيصل استقبل كسينجر على الأرض في خيمة صحراوية كان على الأمريكي أن يحني ظهره كي يلج من بابها أولا، وفي الأمر رسالة احتقار لا تخفى.

وحين دخل الثعلب على الملك العربي الأصيل أراد أن يخفف من وطء اللحظة بطريقته الماكرة حين قرأ تجهما في وجه الزعيم العربي فبادره بمزحة أمريكية: جلالة الملك، طائرتي رابضة في المطار وقد نفذ بنزينها تقريبا فهل تأذن لي بشحنها وأنا مستعد للدفع بثمن السوق الحرة.

فرد عليه حكيم العرب: أنا رجل طاعن في السن وكل مناي أن أصلي ركعتين في بيت المقدس فهل تحقق لي هذه الأمنية؟

وبسرعة، أدى الملك ثمن موقفه من دمه وروحه واغتالوه جسديا لكنه مات بطلا شهيدا وبقي خالدا في سجل تاريخ الكبار.

واليوم، أتى لعرش السعودية ابن أخيه محمد بن سلمان وقادته الأقدار ليكون هو وبلاد الحرمين في عين العاصفة الغربية المزمجرة.

يقولون إن العرق دساس. وقد يفعل ابن سلمان أخطر مما صنع عمه فيصل. ونقول نحن: حفظ الله السعودية وقيادتها، ومهما تكن لنا من ملاحظات أو معارضة لسياسات بعينها لكننا عند الخطر الوجودي نقف مع بلاد الحرمين وشعبها  “ظالمة أو مظلومة”.

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد