الشوارع/متابعة
ارتبط اهتمام ووجدان المستمع العربي لعقود طويلة بعبارة تأتي من وراء المحيط عبر موجات الراديو القصيرة تقول "هنا لندن"..هيأة الإذاعة البريطانية. كانت عنوان زمن يبدو للجميع اليوم جميلا مقارنة مع العقد الحالي بما له من منغصات حياة وتعقيدات معيشة وصراعات دولية وأزمات اقتصادية وأخلاقية عميقة.
وفي الزمن الذهبي للإذاعة في العالم تبوأ القسم العربي في هيأة الإذاعة البريطانية مكانة محترمة وخاصة لدى الشعوب العربية التي اقترنت عندها إذاعة لندن بالمصداقية والجودة.
وكان الفضل في ذلك يعود بالأساس إلى أصوات عربية نساء ورجالا عشقوا عملهم إلى حد التصوف نذكر منهم على سبيل المثال: سامية الأطرش و رشاد رمضان و ماجد سرحان وسامي حداد وجميل عازر ومديحة المدفعي ومحمد الأزرق وهدى الرشيد وسلوى جراح...والقائمة طويلة طول قامة هذا الصرح الإعلامي العظيم.
وكما أن لكل بداية جميلة نهاية مؤسفة أجبرت الأزمة الاقتصادية العالمية الدولة البريطانية على إسدال الستار عن هذه التجربة المهنية الرائدة والتاريخية.
وأمس فقط قررت شبكة بي بي سي البريطانية، إغلاق BBC راديو عربي وفارسي، و تسريح 382 من عامليها حول العالم.
وأشارت شبكة BBC إلى أنها أقدمت على هذا القرار، نظرًا للظروف الاقتصادية التي تمر بها والعالم، من حيث ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع التكاليف وغيرها من الأسباب المادية، وفقًا لما نشرته اندبندنت البريطانية.
وفي السياق، كان بنك إنجلترا قد قرر رفع أسعار الفائدة في بريطانيا بنسبة 0.5%، لتبلغ الآن 2.25% بعدما كانت 1.75%، وذلك بعد ساعات من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بواقع 75 نقطة أساس ما يعادل 0.75%.
www.achawari.com