بالعلالي..باريس ضد وحدة المغرب..إليكم وصفة لإعادة ختان فرنسا

 الشوارع/المحرر

  قبل حوالي ثلاثة أسابيع قال الملك محمد السادس في خطاب عشرين غشت إن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.

طبعا تتذكرون جيدا هذه العبارة الملكية التي قرع فيها رئيس الدولة المغربية الجرة بالجرة من أجل المفاصلة في خط سياسي ودبلوماسي رام إخراج الحلفاء التقليديين وعلى رأسهم فرنسا والجدد والمقصود بهم “إسرائيل”، إخراجهم من دائرة الغموض والمراوغة إلى ساحة الشمس الحارقة.

وعلى الفور جاءت الإجابات بمستوى وضوح الملك. من تونس كان استقبال قيس سعيد لزعيم بوليساريو وكأنه رئيس دولة..وكان ما كان من استدعاء السفراء.

أما “مكتب الاتصال” فقد تفجرت به فضيحة خانزة يندى لها جبين الإنسانية، بحيث اكتشفنا قبل أيام أن “المكتب” صار بورديلا للاستغلال الجنسي والتحرش بدل “الاتصال والتنسيق” مع الرباط.وقد علمنا بكل هذا ليس من طرف وكالة المغرب العربي للأنباء ولا قنوات القطب العمومي ولكن من خلال الإعلام العبري نفسه.

أما ثالثة الأثافي فقد حصلت في فرنسا التي أشرعت الأبواب على مصارعها للمدعوة سلطانة خيا التي تصول وتجول هذه الأيام داخل مؤسسات دولة ماكرون بمجرد عودته من زيارة رسمية للجزائر واعتزامه زيارة بلادنا “تا احنا”، كما لو كان المغرب “فيرما ديال جدو” يمكنه القدوم إليها وقتما شاء.

إن ما تريد فرنسا إفهامه للمغرب أنها ماضية في سياستها القائمة على اللعب على جميع الحبال من أجل مصالحها ومصالحها فقط. غير أن الجديد هذه المرة أن اللعب صار على المكشوف.

إن تقويم العلاقات مع باريس ولكي تصبح علاقة سوية مع المغرب لن يقع بردات الفعل المحتشمة والتهديد الخجول باستبدال الفرنسية بالإنجليزية في مدارسنا “مستقبلا”..لا.

علينا أن نعترف لأنفسنا قبل العالم أن فرنسا تعتبرنا مجرد مستعمرة قديمة ومنجما للمواد الأولية و اليد العاملة الرخيصة. ولكي نقلب هذه المعادلة فالأمر يتطلب شجاعة في القرار السياسي لا يقل عما أقدمت عليه رواندا التي أدخلت الفرانصيص سوق رؤوسهم.

ولعل أول الخطوات المؤلمة لفرنسا التي على المغرب اتخاذها لفك هذا الارتباط التاريخي البشع هو قطع أوصال المصالح الاقتصادية الفرنسية في بلدنا، والمدخل لذلك هو تفكيك حزب فرنسا في المغرب بكل أبعاده الثقافية والاقتصادية التي يعمل على تأبيدها أحفاد “محميي” الإفرنج.

دون هذه الإجراءات الشجاعة والبطولية، ستظل باريس تبتزنا وتتلاعب بأعصابنا ومشاعرنا الوطنية. الاختيارات التحررية من براثن المستعمر ليست كثير، وفي وسطها تنتصب كلمتان شامختان هما:  إما أو.

www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد