لا حاجز بين الملك وشعبه لكن تآكل مؤسسات الوساطة مقلق

الشوارع

تماما كما وقع بالرباط في دوار الكرعة عندما قام شبان قبل أيام قلائل بإبلاغ الملك شكواهم مباشرة أثناء تدشينه مركزا للتكوين، رفع مواطنون بعروس الشمال ظهر أمس الخميس، شعارات تطالب برحيل عزيز أخنوش،وزير الفلاحة والصيد البحري، وذلك  أمام الملك محمد السادس، خلال تدشينه ميناء الصيد البحري والميناء الترفيهي الجديدين، بمدينة طنجة.
ووثق شريط فيديو المتظاهرين وهم يهتفون بالقرب من الموكب الملكي بشعارات امتزج فيها ذلك الإحساس بالفرحة والهيبة معا، الذي يخامر المغاربة عندما يقترب منهم ملكهم فتعالت الأصوات ب: “ملكنا واحد.. محمد السادس” ووراءها مباشرة هتفوا: “أخنوش إرحل..”.
  تعليق:
تاريخيا عندما كان الشعب يشعر بالظلم أو الطغيان المسلط عليه من قبل السلطات من قياد وشيوخ أو غيرهم، يتوجه الناس حفاة نحو قصر السلطان طلبا للعدل والإنصاف.اليوم، هؤلاء الشباب لم يبتدعوا شيئا، وكل ما يقومون به هو  تجديد العرف. إنهم صاروا يتجهون إلى الملك مباشرة بمطالبهم، متخطين كل مؤسسات الوساطة المفترضة،و التي اختفت أصلا أو أصابها الهوان فلم يعد الجيل الحالي يعترف بها. نقصد الأحزاب والنقابات وما شاكلها.
الشيء المقلق في الأمر هو أن يتحول الشارع ــ وبازدياد وتدرج ــ بثقل مطالبه ومظالمه إلى المؤسسة الملكية فيقع الاحتكاك بين الجماهير ورأس الحكم في البلاد. لا ندعو طبعا إلى إخفاء الملك عن شعبه فهو ومنذ كان وليا للعهد لديه فائض في الشعبية والنزول عند ابناء الشعب والتواصل معه، بل ما نخشاه هو رفع الحواجز كليا ومعروف طبعا ما يستتبع هذا الوضع. ما نطالب به على وجه الاستعجال هو إعادة ترتيب الوضع عبر تمتين مؤسسات وساطة عصرية تخرج من رحم الشعب لتقوم بدورها. الفراغ قاتل وتكرهه الطبيعة نفسها.

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد