افتتاحية: “مقاطعة صغيرة” تعري الكل من أخنوش/بوسعيد إلى “هسبريس”


 
الشوارع

مازالت حملة مقاطعة المنتوجات السائلة متواصلة، ومازال زخم تصاعدها حدة و كما مستمرا. وقد تناقل آلاف المغاربة آثار بضعة أيام من المقاطعة بشكل مباشر على ترويج المواد المستهدفة. كما عاينت “الشوارع” في عدد من مناطق ومدن المملكة المغربية أثر حملة المقاطعة السلبي على شركة توزيع بترول بعينها وخلو محطاتها من الزبناء بشكل لا تخطئه العين.

وقد كشفت هذه الواقعة المستجدة  على أشكال احتجاج المغاربة ليس فقط قوتها وجديتها وإنما أماطت أقنعة كثيرة عن بعض مسؤولينا الرسميين وغير الرسميين وبعض إعلامنا من مدعي الاحترافية.

ومن بين أهم ما يمكن تسجيله هو ردود الفعل الصادمة والمتهورة لهؤلاء تجاه مواطنيهم الذين قرروا أن يعبروا عن سخطهم تجاه مواد وأسعارها بعينها. فوزير البر والبحر عزيز أخنوش كان كمن يؤدي مقطعا من مسرحية غاضبة وبدا كمتحد للريح، في حين كان يجب عليه ــ وهو البراغماتي يا حسرة ــ أن يلتزم هدوءه المفترض. فالناس يا وزير لم يشتموك ولا هم قالوا سلعك سيئة بل قالوا لك بوضوح “راه هدشي غالي علينا”..هذا حقهم، ومن حقك أن ترد لكن بطريقة محترمة ومفكر فيها.شكلك وأنت تشرب الحليب يبعث على الشفقة.
أما رفيقك الحكومي بوسعيد الذي يبدو أنه شاخ حتى ضاخ لدرجة أنه شتم شعبا بأكمله ونعته بالمداويخ. ولو كان هذا المواطن الحكومي يقيم وزنا للرأي العام لقرأ المعودتين مرارا قبل أن ينطق، لكنه في نظره مجرد “اشعيبة”. إن اشعيبة يا هذا هو من بيدك أمواله وهو من يطعمك ويطببك ويؤمن مستقبلك وتقاعدك أيها المضواخ الكبير.شئت أم أبيت فقد ارتميت في بركة تواصلية بلا تبان في واضحة النهار، ولستر عورات لسانك عليك أن تعتذر بسرعة وبحرارة.
أما ثالثة الأتافي، فقد كان بطلها المسؤول الإعلامي لإحدى الشركات المنتجة لواحد من السوائل المستهدفة بالمقاطعة. لقد قالها بصراحة: المقاطعون خونة، وانتهى الكلام يا بنكيران غير العادل، وطبعا لا نقصد الزعيم السابق للبيجيدي.
والأنكى والأمر أن موقع “هسبريس” أخذته العزة بـ”الانتشار” فقرر الترويج المدفوع الثمن فيسبوكيا لهذا التصريح المهين للمغاربة كافة. موظف الشركة هذا الذي تبدو عليه آثار نعمة الحليب ولا يبدو عليه بالمقابل أي فهم بواقع البادية ولا حقيقة الفلاحين الكادحين، لا ندري بمن يعتد كي يشتم أمة مغربية بهذه الجرأة.

لقد تحدث عن الخيانة وكأنها شربة ماء. ولئن كانت بلاهة منه وتنطعا فذلك يصح أيضا باعتذار أما إن كانت مقصودة منه فيجب أن يحاسب قانونيا على هذه الإهانة الموثقة.

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد