قصف “إعلامي” خوارجي مكثف على رموز المغرب: من يحسن الرد وكيف ؟

 الشوارع/المحرر

هامش الحرية المنضبة في المغرب يتسع ويضيق تبعا للظروف والمتغيرات ووفق المزاج. هذا أمر ملحوظ جدا خلال العقدين الأخيرين على الأقل. والمفروض أن حرية التعبير حق مكتسب ودستوري لا لعب به أو معه ولا مساومة عليه. والنقد البناء يقوي اعوجاج الوضع ويساعد الدولة على التحرك في الوقت المناسب ومعالجة الاختلالات ثم مواصلة طريق البناء والتحدي.

غير أن السيبة التي خلفها الانفجار الرقمي في بلادنا والعالم ميعت حرية التعبير ومسخت موهبة الرأي وخلطت الأوراق. وبدل أن يرتفع منسوب رزانة وقوة الرأي تصاعد منسوب البسالة والحموضة و قلة الحياء وفاضت أودية الرداءة الأخلاقية والسياسية..باسم “حرية التعبير”.

ويعرف القاصي والداني كل الأصوات التي صارت مألوفة ممن احترفوا شتم المغرب بمناسبة وغيرها وتناسلوا إلى حد يصعب معه إحصاءهم بدقة أو عدهم عد راغب في المتابعة، ولعل ذلك ما جعل ملك المغرب ينتبه إليه منذ عقد تقريبا فقال لوزير بحكومته إنه “مسامح فحقو”..ولن يتابع من أساء إليه.

وهم أصوات يجمع بينها رابط السخط والحقد وتصفية الحسابات. وهم كائنات ساهمت في صنع نفسها بتشغيل طاقاتها بطريقة هوجاء، مثلما ساهمت في صنع بعضها أخطاء إدارية أو تصرفات فردية، وليس من باب الوارد ان الدولة المغربية “اجتمعت وخططت ودبرت الأمر” ليكون فلان ابن فلانة بالذات عدوا لها.

اللافت في هذه الأيام أن “معارضة الانترنت الافتراضية” صارت تتحرك بشكل منظم من حيت مضمون الخرجات والتوقيت، ما يوحي بشكل اقرب إلى اليقين أن خيطا ناظما بدأ يعمل على تنسيق عملها.

وقد تم ضبط السيمفونية هذا الأسبوع على ميزان واحد لا ثالث له: مهاجمة الملك شخصيا وكيل التهم الكبيرة للجهاز الاستخباراتي الوطني.

صحيح أنها ليس المرة الأولى التي يهاجمون فيها رئيس الدولة وكبار موظفيها، إنما كثافة الهجوم وتوقيته وحدة التصويب تقول كل شيء:

ــ جرعة ما أضيف بيد خارجية لها مصلحة في القصف بالصوت والصورة. احص خصومك تعرف الفاعل.

ــ كاري حنكو/وجهو/صوتو مثل الغياط والطبال “يشخد” ويرقص زيادة كلما علقوا له أوراقا نقدية أكثر

 ما العمل والحال أن النيل من الوطن ورموزه شيء لا يمكن السكون عليه مثلما لا يمكن الرد عليه بأية وسيلة كانت؟

ذلك هو السؤال/التحدي الذي لن يكون القطب الإعلامي الرسمي المتجمد هو مالك الجواب عليه. ولن تكون المنظومة الصحافية شبه الرسمية أو التابعة هي صاحبة الرد المناسب، كما لن تكون الأصوات غير المهنية المتفلتة هي صاحب شرف الدفاع.

الرد المناسب برأينا هو توسيع مساحة الحرية في الداخل و”توسيع خاطر السلطة” مع المنتقدين الغيورين الشجعان بين ظهرانينا، فما ينتقدك سوى من يحبك وما يصرخ في وجهك سوى من لا يريد لك السقوط ولا يرضاه لك..

الرد المناسب، برأينا المهني، هو التأطير العقلاني للمشتغلين باليوتيوب والعالم الرقمي عموما، والدعم العادل للمنصات الإعلامية ببلادنا بشكل يقطع مع المحاباة والإخوانيات والزبونية وعقلية المال السايب.

دون هذا، سيستمر الورم في التضخم ومعه ارتفاع سيول العداء الخارج اصلا من الداخل، والوارد/المورد علينا من الخارج…نحذر من التراخي والانتظارية فقد صار لدينا جمهور متلقين يتقبلون كل شيء تقريبا وقد يمكن توجيههم في أي اتجاه.

www.achawari.com

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد