“لحمار ديال عقلي ” يقترح دسترة المغرب “السري” وكل “عادة سرية”

أحمد الجــــَلالي

قالت لنا السلطات الموقرة إن مصنع طنجة “سري”..ومضمون الرسالة “مديوش علينا عفاكم”..لأن الأمر “سري” يعني خارج عن السيطرة والبتالي اخلوا ساحتنا من أي اتهام أو مسؤولية تنتهي إلى المحاسبة.

وقد فتحت السلطات بهذا الفتح المبين في القاموس المهين الباب واسعا من أجل “وعي شعبي” بمفهوم المغربين: السري والعلني.

لم يعد شر البلاوي المغربية مضحكا، لقد صار كل شيء مدعاة للبكاء والكمد..ومن سخريات القدر المغربي أننا صرنا كلما بكت علينا عيون السماء بكينا: بدل أن نفرح بالمطر يصبح مناسبة لتقتلنا السيول ويطفو فوق أجسادنا البراز كما حصل قبل أيام بالبيضاء التي صارت سوداء كحلاء.

  نحن البلاد التي من بين مكونات رأسمالها اللامادي هناك الأمن الرسمي والشعبي: البق لا يزهق وتعرف الدولة كم مرة أتى قدور البارحة زوجته وهل اغتسل العفريت أم ذهب للعمل “بحدثه الأكبر”…يقولون لنا إن “المصنع سري”..يا سلام.

وتعرف دولتنا ــ قبل الفيسبوك ــ هل الحالة النفسية للمغاربة “هابي” أو ” آن هابي”…يقولون لنا إن المصنع “سري” رغم أنه وسط المدينة هو وكثير مثله..منذ سنوات طويلة…يا سلام سلم..

هم من قالوا….وسيقولون………..دوما سيقولون…..

 لكننا نحن أيضا يقول لنا “الكلب ديال عقلنا”  “كولانه”…يقول لنا: كيف يمكن أن تكون مصانع بالبلاد تشغل المئات ومثلها بالمئات تشغل في مجموعها الآلاف “سرية”؟ وتقرصنا المادة الرمادية في مخنا بسؤال: من المستفيد وما السبيل لجرهم  جميعا إلى المحكمة والحبس والسيزي؟

ويقول لنا “لحمار ديال المنطق”: بمان أن السلطات الطنجاوية  تعلم  كما كانت تدري سلطان البيضاء بكل ما سبق وما تلى حادثة جريق روزامور وغرق الأحياء والناس يعلمون فما سر هذا الصمت والتواطؤ بين المركز الذي لا تخفى عليه من أمور البلاد خافية؟

يقول  لنا “المسخوط ديال الضمير”: يجب قول كلمة الحق وفضح الفسدة المفسدين مهما كلف الأمر من ثمن..ويعلق القسم الأدنى من الضمير فينا: ألم ترك كيف فعل ربك بالعباد فلم تعد الكلمة تغلق للمنكر أي باب؟

ويقول لنا “القواد ديال القلب المسكون بالمغرب “: إلى متى هذا الذل والعار يا عالم؟ هل سننتظر حتى نختنق تحت غائط الذل والعار والفساد…ينعل أبو الجبن…أنحن فيها خالدون…ميتة واحدة هي مكتوبة، فما المانع أن نموت واقفين بصدور عارية وأياد فارغة من أي حجر؟ لكن صدى القلب المريض بالوطن يدوي في الشرايين كلها: أشعيبة لا يريد..أشعيبة ولف..أشعيبة راض…أشعيبة الضحية له برنامج آخر “سري” هذه خطوطه العريضة:

ـــ وايييه كين مشاكيييل ولكن معندي مندير…ديرو انتوما ونا ديما كاحز للور..جابش الله نجني الغلة..وقع شي…منمشيش فيها أنا.

ــ أنا أفضل التعامل العلني مع المغرب “السري” ونقضي غراضي “بالتي هي أحسن وأدهن”..مقاد على صداع..عندي وليداتي…

ــ لي وحلت لي نسامح فيها ولي جابها الله مرحبا ..مدبب حياتي حتى نلقا مولايا…

ــ ندير هوك أهوك وندهن السير..راه كلشي كول ووكل..ونقضي غراضي..

ــ الانتخابات جاية ندرب فيها على فرنكات ونزرد..واش بيدي راه لي بغاوه لكبار منعد الصغار ما يقولوا…

يا سادة، مادامت هذه هي الحقيقة التي لا سبيل للقفز فوقها فإن لي اقتراحا شخصيا لا اريد عليه جزاء لا من المغرب العلني ولا المغرب “السيري ميرري”، وهذا مقترحي:

” وبناءعليه، أدعو البرلمان المبجل في ما تبقى له من ولاية قبل الانتخابات المعظمة أن يشمر على سواعد “التشريع” للفم والصراخ فيدستر لنا عبر تشريع تاريخي هذا  “المغرب السري” وهكذا تكون “حومة المالكي” قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه “القدامية والخلفية”.

سيكون فعلا تاريخيا..لماذا؟

لأن البرلمان والحكومة والدولة ستخدم القانون في النهاية لأن “المغرب السري” سيصبح “قانونيا” وبه سيرفع الحرج عن الجميع: من أراد أن يكون قانونيا وعلنيا له ذلك، ومن فضل “العمل السري” سيكون أيضا غير مارق عن القانون بل يسير ضمن “روح الدستور”.”

والسلام على العلنيين والسريين

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد