رئيس الحكومة ومجلس صحافة مغرب الجايحة: لوزيعة بدات… اجريو آدراري

 أحمــد الجـــلالي

ونحن في أجواء العيد، تعود بنا الذاكرة نحن أبناء البادية من جيل الثمانيات والسبعينات إلى ذلك الزمن الجميل حيث كانت للأعياد طقوس خاصة وسحر حلال متميز.

وفضلا عن الملابس الجديدة سنويا، كنا نتسابق صبيحة العيد من أجل “صداقة” وكانت عبارة عن كيلوغرامات من التين المجفف يحرص كل رب أسرة على نترها في الهواء فوق رؤوس الأطفال المتراكضين فتسقط موائد من سماء جميلة ولكل نصيبه حسب قدرته على الالتقاط والمزاحمة وكأننا في مباراة ريغبي لأبطال صغار.

وإن كان الزمن تغير في الوسائل والأساليب فإن “صداقة” تتخذ اليوم بعدا حكوميا وتعبر عن نفسها في مراسيم وزارية، غير أن الأطفال والحالة هذه كبار، ومنهم من بلغ سن التقاعد، والساحة ليست قرى ريفية مغربية بل مجالس وما أدراك ما المجالس في زمن ما بعد الإنصاف والمصالحة: إنصاف من لا يستحقون كلهم والمصالحة لا ندري من مع ماذا.

وآخر مثال على “صداقة” التي كنا نصيح بأصواتنا الطفولية الحادة:وااا أجريو أدراري راها عند عمي فلان..صار لها اليوم براح صامت عبارة عن ورق حكومي عثماني أنفق وأغدق على أطفال كبار للمجلس الوطني للصحافة، كبار في السن جميعا لا شك، لكنهم احتفظوا بتلك الرغبة الطفولية الأصلية في الكعكات والحلويات والإكراميات وكل ما يفرح الخاطر..

وقبل الخوص في التفاصيل، رجاء أيها القراء الكرام لا تغضبوا ولا تتعجبوا متسائلين كيف يحصل هذا والبلاد في أزمة والزمن زمن جايحة كحلاء ضربتنا ولا تسألوا عن المنطق، فنحن في هذا الوطن نعتمد معادلة خاصة استثنائية تقول بضرورة قلب المنطق ليكون منطقا،.

ولدولتنا في الأمر مرجعية رياضية : لأن الجمع بين سالبين ــ ناقص وناقص ــ تعطي زائدا في المحصلة..ومديوش علينا لأن مول “الشوارع” مضعضع في الرياضيات.. واسألوا عنه أستاذ المادة سي الحسين بنمنصور طيب الله ذكره.

كما نهيب بزملاء المهنة ألا يسألونا عن المخرجات والمآلات..فلا وقت  لدى أهل الحل واعلقد لمثل هذا الكلام الكبير، ولكن لديهم كل الوقت الكافي وكل الخاطر “الجزافي” لإكرام امجاهد وشلة أنسه بتعويضات والله يا باباها الشينوا مولات التريليونات يلا قدرات ديرها.

  فرج الله كربكم، فقد أفرج رئيس الحكومة العثماني سعد الدين ــ أسعده الله ومتعه بتقاعد أسمن من تقاعد أخيه عبد الإله ــ أفرج عن مرسوم يهم  التعويضات المخصصة لأعضاء المجلس الوطني للصحافة، الذين تعبوا كثيرا منذ فترة طبخ لوائح تشكيل المجلس وانتهاء باجتماع عن بعد قالوا فيه شي “حوايج”، وطبعا مرورا باجتماعات حسي مسي ــــ مداخلاش في الرسمي ــ تداولوا فيها في طريقة أصيلة في الكولسة موغلة في “تحرايفيت” في كيفيات تدبير الكعكة و”إعادة تربية” موقع الشوارع ومن يشبهونه على قلة “احترامهم لأخلاقيات المهنة”، عبر منعهم من البطائق المهنية و “التفكير” فشي قوالب لتشكل “الخطة باء” مع كل من رفع رأسه أو حرك “قلمه”.

 وإن كان مرسوم العثماني شفافا واضحا ما شاء الله في التنصيص بالأرقام على تعويضات نواب الرايس ورؤساء اللجان والأعضاء الذين ضمنهم طبعا ذلك الذي يريد “لابيسين” في فيلا المجلس ولاخر لي ديما يسأل: واش كين شي تعويضات ؟؟ فإنه أي العثماني المرسوم على المقاس أو عفوا مرسوم العثماني، فطن إلى مفهوم “أسرار الدولة” واحترمها عندما جعل تعويض الرايس امجاهد سرا كبيرا، حشومة يكتب صراحة، وإنما هو شأن خاص بين رئيس حكومة الكفاءات ووزير الفلوس فيها.  

 وفي تفاصيل التفاصيل فقد منح نواب الرئيس 12.900 ألف درهم فضلا عن تعويض يهم الاجتماع حصر في حدود ثلاثة  الاف درهم عن كل يوم عٓمل….وقل اعملوا….

أما أعضاء المجلس الأفذاذ فقد حددت تعويضاتهم في 7142 درهم دون احتساب الاجتماعات..فقط لا غير.  

وحدد مشروع المرسوم هذا تعويضات نواب الرئيس في 7 آلاف درهم عن كل اجتماع و 2200 درهم بالنسبة لرؤساء اللجان.

ولأن العثماني دقيق أنيق حريص على التفاصيل فقد حدد مشروع المرسوم لديه تعويضات يومية عن التنقل لأعضاء الهيأة تبلغ 700 درهم عن كل يوم بالنسبة للتنقل داخل المغرب، و2000 درهم عن كل يوم في حالة التواجد في مهمة خارج المغرب…

عاشت الأسفار وسعدات لي رضى عليه البقالي..عفوا بغيت نقول الغزواني لأن ميات “اعلام” الراية يعني وليست جريدة “االعلم”، دايزة تحت علامو…شلخ ديك الدلاحة وفرق الجنيويات على دراري والدريات وبصحتكم راها أحلى من دلاح زاكورة….كولوا ما جاكم.

 تحدث هذه الوزيعة بينما القطاع المغبون، بتعبير نورالدين مفتاح، والذي ستطلع له أيضا شي تقرقيبة كتعويضات أي لحسة أصبع يا عمي.، يئن ويحتضر إن لم يكن أسلم الروح لباريها.

فقد أحسن “مول الايام” والرئيس السابق لفدرالية الناشرين حين وصف القطاع المغبون بــ أهله وليس بذاته ــ حين شبهه بما فته الله عليه من أسلوب برحلة لمسافرين طلب منهم ربان الطيارة القفز في الهواء قبل الوصول إلى مطار نهاية الحجر الصحي.

 الحقيقة أن من يقفز بالبلاد كلها في الهواء هي هذه الحكومة ومن يدعون لها أو يساعدونها على مزيد بقاء فوق صدورنا مثل بوغطاط الذي يسمى في عربيتنا الفصحى “الجاثوم”، على وزن “فاعول” وهي صيغة مبالغة، وفعلا لقد بالغوا في التنكيل بنا، وإمعانا منهم في اغتصاب قطاع الصحافة المخصي ــ بما اقترفت أيادي أهله وليس  خليقة من عند الله ــ وضعوا “جواثيمهم” على أنفاسنا وصرنا بين خيارات محدودة جدا:

ــ إما أن تنتحر وأنت تنظر للمهنة تحتضر على خاطر باباها

ــ أو تصرخ ليتلذذوا بصياحك الاستنكاري الهستيري فيقرعون كؤوس نخب  نهايتك السعيدة على قلوبهم وجيوبهم وفي الخاطر جملة لا تسمع: ها واحد تهنينا منو

ــ أو بدل أن تنحاز للمعقول انحني وتضرط/تفسي/تحزق/تشخ…أو تختار الصوت العميق الملائم لـ”مكانتك الاعتبارية”، ساعتها تصبح في نظرهم السديد “مهنيا” بكامل عدتك وعتادك تستحق وسام الجوقة من درجة “طقعان”..

ألم نقل لكم مرارا إنها حقبة “المطاقيع”؟؟

 www.achawari.com

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد