لافتات أحمد الجلالي: مدح أصحاب السعادة والمعالي.. بلسان الحال

 أحمــد الجـــلالي

 

أصحاب السعادة والريادة

والخطابة والوجاهة والمعالي

بسان الحال تقبلوا مقالي:

من غيركم ببوحي يبالي؟

لا أحد سواكم سيكترث

لواحد من الناس.. أمثالي

أصحاب السعادة كلها والمعالي

آن الأوان ليعترف لكم لسان حالي

بكل الخطايا والرزايا

وصفحكم عني  كل منايا:

من فرط الرفاه واليسر

زهدت بالتراب لتبيعوه

بالميل والشبر

ومن كثرة المال والملل

فقدت الرغبة في العمل

واقترفت خطيئة الرقاد والكسل

معكم حق أنا ضحية التخمة

فالتنويع مهم لصحة الوطن

وعلينا العيش بين شدة وشجن

أعاني بفضلكم من تضخم الفرص

كل يوم أمل وظيفة

وأشكو في سري هذا القرف

ورغم بطالتي المتعمدة

فلم تلوموني وأمطرتم حسابي

بأرصدة غير مجمدة

ولكثرة الإذاعات والصفحات

والقنوات والقناني

تهت ما بين هجو السياسة

أو نقد فن تلحين الأغاني

لساني حر طليق سائب  

لا قانون يحجر عليه

ولا قمع منه أعاني

وأنتم الأعزاء  ــ رعتكم السماء ـ

بالغتم في الرفق بحالي

شرعتم لي ــ شكر الله سعيكم ـ

كيف أنكتم نهائيا

فأرتاح من كل سجال

وخوفا علي من تبلد حسي

أبقيتموني تائها بمطارات الدنيا

كي أكتشف ذاتي ــ بعيدا عن هنا ــ

لتكون التجربة أصيلة

بمعزل عن الذات و “الأنا”

منذ ولادتي وأنا أنعم بكل العلاج

يكشف علي  الطبيب كل شهر وسنة

واليوم خوفا على مناعتي

قررتم التقشف في الدواء

وتركي أتكيف وأعيش كما أنا

فقلت يا سعدي بالدلال والهنا

أقر أني كنت مفرطا

 في كل هذه النعم

ولم أكن مريضا ولا شريدا

ولا ممنوعا ولا مقموعا

بل كنت لأحوالي أتوهم

أصحاب المعالي ــ لكم وحدكم السعادة ـ

وإني أشكركم باسم جيلي وكل الأجيال

على هذي التضحيات الجسام و الخصال

  أبقاكم ربي ـ حصريا ـ للكراسي

 فلا حق للنعال من أمثالي

 أن تحلم بالمجد و المعالي

ولا يستوي سيفكم البتار

  بالصديء من نصالي

والزائف من نضالي

دام لكم البرلمان

 ودمتم للوزارات والطيارات والسيارات

والرحلات والميزانيات

تستحقون الأمان من مجاميعه

كفيتمونا شر التخطيط والتدبير

وهموم الاستيراد التصدير

آثرتم على أنفسكم

نعمة الطبل والبندير

تركتم لنا الأفراح وحدنا

فسبحان الواحد الكريم

إذ زهدكم في هذا النعيم

 صفحكم صحفكم

يا سادة فأنتم أدرى

بشعب جاهل خامل

مزاجي نزق لئيم

أما أنا ـ عيادا بالله مني أنا ـ

حق علي من أسفل البئر

أن أكيل لكم جميعا

آيات العرفان والشكر

بفضلكم فهمت

 أن قمة المجد

أن أكون بأسفل سافلين

وأن غاية

 حفظ الود والعهد

 أن يكون الصوم سمتي

وأسبح بنعمة الصمت

ثم أغسل يدي

من كل أمل كاذب

 فأسجد وأركع مع الراكعين

فيتقبلني ربي ــ يوم لقاه ــ

في زمرة الصالحين

قولوا: آآآآآميييين

 وقوموا نصلي جماعة خاشعين

على السياسة والكياسة

والخطباء والزعماء

وكل الأولياء الصالحين

 


  WWW.ACHAWARI.COM

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد