إلى كل الحالمين بغد مغربي “وردي” بعد كورونا..صحوا النوم

سعاد المولوع

غدا لن تمطر السماء سبائك الذهب ولا الفضة، ولن يخرج لنا البحر ياقوتا ولا مرجانا، غدا يوم عادي وما سيأتي قد يكون أصعب.  

يتحدث البعض عن قرارات مهمة غدا وعن إصلاح سيبدأ وكأن غدا ليلة قدر وكأن  كنوز سليمان ستتفتح غدا..  

غدا يوم عادي مثقل بفواتير الماء والكهرباء والمديونية التي باتت مؤرقة يا سادة..

 فعن أي حزمة إصلاح يتحدث المتحدث وهل الاصلاح قبضة قمح أو قفة مؤونة؟!

 الاصلاح إرادة ونية صادقة وشفافية وحب المساواة والعدالة، الاصلاح يكون بإيجاد مجلس نواب فاعل يشكل غرفة رقابة وتشريع، والاصلاح منهج وإرادة صلبة.  

الاصلاح محاولة إقناع الناس بوجوب التغيير ومحاولة إعادة الثقة بين الدولة بكافة اركانها والناس..كل الناس.  

الناس تقول الاصلاح بتخفيض رواتب الوزراء والأعيان والنواب وهذا ليس إصلاحا، هذه جزئية بسيطة في سلم الاصلاح..  

الاصلاح استثمار وتصدير وتطوير موارد الدولة المالية والابتعاد عن جيب المواطن.  

باختصار، لاتنتظروا إصلاحا بزيادة الرواتب  

الدولة الآن بحاجة لـ”شدشدة” كامل اوصالها ومفاصلها وترشيقها وجعلها مقنعة، حالنا مثل أب مدين للبقال والصيدلية والمخبزة، ويعد اولاده بما لذ وطاب من اللحوم فكيف يستقيم ذلك ؟

صدقوني، القصة لا نستطيع حلها لا غدا ولا بعد غد ولا بعد سنة.

الحديث عن الاصلاح مخدر سياسي حتى تمر الأزمة…ولو كنت مكان صناع القرار، لعملت بذلك أيضا، لأن الناس مضغوطون حد الانفجار.

كيف سيتم الاصلاح ونحن كل يوم تزيد مديونيتنا الاولى؟ أولى بنا وقف الدين والمفاوضة الحقيقية والتهديد باستخدام البعد الجيوسياسي والجيو حدودي لنعبر الطريق ولنرفع شعار مغربيا إما أن نعبر معكم وإما الطوفان لنا ولكم..

باختصار نحن بحاجة لحيل سياسية ومواقف سياسية ومفاوضات شاقة لنعبر..  

لا تنتظروا الحلول، فلن يأتينا حل، لأن الحلول تصنع، وكل العلاجات ابر تخدير،  ولو أن سيدة عجوزا مغربية فكرت بمنطقها الواضح البسيط لخرجينا من عنق الزجاجة. لدى جدتي حلول اقتصادية ناجعة.   

موارد الدولة محدودة وتتعرض للتعرية والرعي الجائر ومالنا العام مستباح.  

نحن في مفترق طرق وقرارنا رهين بمواقف سياسية وشبابنا فقد الثقة، التي هي إكسير الحياة.  

كيف سنتقدم ونحن لا نملك خطابا سياسيا حكيما صادقا… الناس تتعطش لخطاب سياسي لكلمة موجعة للذين أفسدوا.

معضلتنا معادلة معقدة وحلها أصعب بكثير مما يعتقد المبسطون.  

الأمر بحاجة لمعرفة قدراتنا ومراجعة الأيام التي مرت وكيف بيعت مؤسسات استراتيجية وكيف وصلت المديونية الى هذا الرقم المهول.

الحل ليس بزيادة الرواتب على حساب الدين العام فالجوع لا يبرر مزيدا من الدين.

اتمنى ان نكون اكثر صراحة وأن نعي ابعاد ما نحن فيه، فنحن في ازمة حقيقية.  

كلما امتنعت عن الكتابة وجلست اراقب المشهد بصمت أجد أن هناك حسا وطنيا يدفعني لأخط سطورا.  .

حل ودمج المؤسسات المستقلة خطوة جيدة وتخفيض الضرائب أيضا مهم، لكنها لا تكفي.

اشركوا شباب الوطن المخلص في الحلول، ولا تعولوا على ابن عشيرة فاشل او ضعيف او جبان، عليكم بالشريف القوي النظيف من أبناء هذا الوطن .

لا تحسبوا الفاسد على العشيرة، الفاسد لا عشيرة له ولا وطن له، لان من يتنازل عن شرف خدمة الوطن سيتنازل عن العشيرة والقبيلة بل والوطن.

 المغرب اخر معاقل بلاد المغرب العربي فلنحافظ عليه حتى لو جعنا ولم نجد قوت يومنا ستبقى هذه الأرض الصخرة التي تتحطم عليها أوهام كل مشكك ومتربص وخوان.

الاصلاح لن يأتي عبر الزعم أن هناك جهات تريد إحالة فلان   على  للتقاعد أو التخلص من علان…

الإصلاح لن يأتي بالترويج لأنهم طلبوا ذلك وإنهم لا حول لهم ولا قوة إلا بإحالتهم للتقاعد لإرضاء جهة ما، رغم ان “الجهة” التي يدعون انها طلبت ذلك تكذبهم في كل مرة وكل حين.

للحديث بقية

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد