اعجاجة بوعشرين: “What the fuck? ,”I asked myself

 


 

أحمد الجلالي

على حين غرة من زمننا الأعرج هذا صار الوضع وكأن الزمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي المغربي كله نسي أو تناسى مشاكله العويصة وتوقفت عقارب ساعاته في انتظار الجواب أو الأجوبة عن أسئلة “مصيرية”:

ــ واش اغتصب ولا ما اغتصبش؟

ـــ كيدار ليها؟  كيدار لهن؟

ـــ من هن؟ وكيف التقاهن؟

يعني صار همنا كله يا سادة مركزا على الاستيضاح حول قضايا السفاح والاغتصاب والنكاح..؟؟

    what the fuck? ,”I asked myself

 

لنا كمراقبين أن نتساءل لم تفجر كل هذا الواد الحار في ميداننا بالذات؟ ميدان الصحافة والإعلام؟ ألم تجد قصص الفروج و فيديوهات “الهارد” و “السوفت” سيكس مرتعا لها غير صحافتنا المغربية.وكأن باقي القطاعات ـــ يا ما شاء الله ـــ لا تعرف غير الورع والتقى مسلك عيش وأسلوب حياة.

ثم إن هذه الـ”عجاجة” بدت وكأنها بدأت تنجح في التغطية على كثير من جروح وطننا التي يجب أن تعرى حتى تلفحها حرارة شمس النقد، والغاية الشفاء من الفيروسات التي لا نريد لها أن تتسرب إلى جسد هذا البيت الذي لا نملك غيره، المسمى “المملكة المغربية”.

نعم، من حقنا أن نسأل سؤالا مركزيا في قضية بوعشرين ثم نمضي إلى أمور أهم.إن كان مواطنا عاديا فتعاملوا معه على أساس مواطن يشتبه في أنه “وطأ” “غصبا” مواطنات أخريات..وأوقفوا عنا طوفان “المنويات الذي أغرق مواقع وصفحات. وإن لم يكن التعامل معه عاديا لأنه مواطن غير عادي فأعلنوها

بوضوح أن القضية ليست ” كيف كيف” لأن أخبار بلادنا هذه الأيام في كل شبكات الإعلام العالمي صارت ” منيا على فروج ونكاحا وسفاحا ووطأ   لعسيلات متعددات..”. إن كانت صورة المغرب لا تهمكم فهي تعنينا وتهمنا وتبكينا.

          

نعم لنا أن نقلق لأن روائح العوازل الطبية بدأت منذ نهاية الأسبوع تحوم حول انتقال “واش انكح ولا؟” إلى المقام الحكومي، وهو السيناريو الذي إن لم يتصد له عقلاء البلاد فعلى الاستثناء المغربي السلام.

 

الآن، تعالوا إلى القضايا التي لن تنسينا إياها لا الفروج ولا العسيلات..بضم العين:

ـــ إعلاميا، نحن مقبلون على رهان إحداث مجلس وطني للصحافة ولا ندري معايير ومواصفات من سيمثلنا فيه بعد، هل استنادا إلى بروفايلات مختارة بطريقة علمية أم ستكون مجرد لحظة انتخابوية تطلع منها تجمعات معروفة بلائحة “مقودة” لا ترى في المجلس غير فرصة مركز وفلوس ويمشي الإعلام كلو يضرب دين ملتو رواس..أو “واس” كما ينطقها أهل اثنين عين فلفل.

ــــ  اقتصاديا، علقت القضية بين المغرب والاتحاد الأوروبي وميزت محكمة العدل الأوروبية بين المغرب وصحرائه، وهذه لعمري ضربة آلمتني من رأسي إلى قدمي ولم تنفعني فيها لا تصريحات الخلفي ولا تطمينات أخنوش المتفعفع غي بوحدو الله يلطف.

ــــ على ذكر أخنوش الذي وصفته شوافة لوموند أنه أكثر لطفا وتهذبا من إلياس العماري، أليس غريبا أن يبدأ الرجل وحزبه حملة حقيقية ذات برنامج سياسي ووعود..الخوف أن تتحول الحمامة إلى باز كاسر بعد أن تلقي على وجوهنا  بركاتها وهي تحلق في العلالي يا جلالي..

ـــ اجتماعيا، حريرتا الريف وجرادة لم تفكا بعد..فمحاكمة رفاق الزفزافي مستمرة ويبدو أنها ستطول أكثر، فيما مجمر الفحم لم يخمد بعد..والرياح تهب فيزداد اتقادا.

ـــ قضية حامي الدين ستبدأ فصولها مجددا مع بداية هذا الأسبوع، مع ما يرافق الموضوع من أسئلة في صلب القانون والمساطر ومدى قانونية ما وقع وسيقع في القضية من بث ثم إعادة فتح..إن عممنا المنطق على سائر قضايا المواطنين التي بث فيها القضاء وقال كلمته.

ــــ والأهم من كل هذا أن المغاربة قد  وضعوا أياديهم على قلوبهم بمجرد أن علموا بمرض الملك محمد السادس وأنه أجرى عملية على القلب قبل أيام، مع ما يعنيه القلب لصحة الإنسان، ولم يخفف من هول الصدمة سوى بلاغ الهيئة الطبية المطمئن وبعض صور الملك التي وزعت وبدا فيها واقفا يغادر المستشفى الباريسي.

كنا سنسعد أكثر لو أن ملكنا أجرى العملية وتلقى علاجه بالمملكة على أيدي أطرنا الطبية المغربية ثم وقف على رجليه معافى. ولكن بما أن الأمر سار خلاف هذه الأماني، فمعناه أن قطاعنا الصحي ليس بخير، وهي كلمة أكثر تلطفا من الحقيقة، الحقيقة هي أن قطاعنا الصحي مريض.

ـــ لو شئنا إطالة قائمة القضايا التي لن تحجبها عجاجة قضية بوعشرين أو ما شابهها لوصلنا إلى عشرات المسائل الملحة..ولكن تماشيا مع أسلوب “الشوارع” المتحاشي للإطناب والحشو نكتفي بما سلف.

 www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد