“بدون لغة خشب”: الرمضاني سيظل في”قفص الاتهام” حتى لو أخفى المسروق

 أحمد الجــلالي

ماذا تفعل لو أنك تعرضت للسرقة وفر اللص من أمامك ومرت السنوات وحاولت أن تنساه وربما تسامحه، لكن كلما ابتعدت عنه جاء ليقوم أمامك وأنت تحتسي قهوته بمقهاك المفضل وبدأ يقوم بحركاته البهلوانية؟

ما عساك تصنع إن تعرضت للنشل الموصوف وحاولت الصفح عند السرقة، لكن اللص يأبى إلا أن يستفزك بما سرق منك عبر الاحتفاء به باعتباره ملكا خاصا له أو إرثا عن أجداده؟

ما أنت فاعل حين تتعرض فكرة أصيلة من بنات عقلك إلى الاختطاف مع سبق الترصد والإصرار ثم ينسبها شخص إلى نفسه الأمارة بالسطو ويشق بها طريقا حراما في الشهرة والمال، والأدهى أن ينصب بها على النخبة والرأي العام؟

ماهو واجبك الأخلاقي والمهني إزاء جريمة مرت عليها سنوات وهي تتراقص أمام عينيك، وخصوصا هاهي اليوم تتعرى تماما وتغير ملابسها ومساحيق وجهها، في محاولة لطمس معالمها ودفنها للتخلص “نهائي”ا من أدوات الجريمة وبعض من وجع الضمير..إن وجد؟

جوابي على هذه الأسئلة التي وجهتها لي وليس لكم كالتالي:

ـ اكتب مقالا وافضح اللص وعره تماما من لباس الادعاء وفشه من ريح العجرفه ليعود إلى حجمه الطبيعي.

لكن من رحم هذا الجواب اندلق سؤال آخر ضروري: لماذا صمتت وتغاضيت عنه كل هذه المدة الطويلة؟

والأجوبة مرة أخرى قيلت في عقلي هكذا:

ــ لقد سرق الفكرة مني عبر التحايل ولأني لا أعاني بفضل الله فقرا في الأفكار بل تخمة في القدرة على نسجها، ولذلك ربما لم اعتبرته لصا تافها سرق مني شيئا ليس ذا قيمة كبيرة.

ــ لأني انتظرت أن يستمرئ الصعود إلى أعلى الطوابق فيكون السقوط مدويا أكثر في النهاية.

ــ ربما كنت أظن أن ضميره سوف يصحو يوما ويعتذر أو حتى يتحجج بقصة مختلقة..المهم أن يقر…

    القصة يا سادة كما في عنوان “رصي راسك” هذا تتعلق بي أنا أحمد الجلالي وبالمدعو رضوان الرمضاني  سارق وليس صاحب برنامج “قفص الاتهام”.

صدمة قوية لكم، خصوصا، عشاقه..أليس كذلك؟

قبل عام كان الرمضاني احتك برجال ونساء التعليم فقرصت أذنه وقلت له أرعوي، وإنه آخر من يحق له الحديث عن الأخلاق وأمهلته مدة كي يعتذر فلم يفعل. وقبل اسبوعين وصلت قرصتي الثانية إليه في تلميح بمقدمة مقال/رسالة بعثتها إلى رئيسه بالعمل أحمد الشرعي.

واليوم، وبعد أن عثرت صدفة على إعلان دعائي لبرنامج “جديد” للرمضاني، دققت بالأمر فلم يكن غير برنامجي المسروق الذي أصبح “بدون لغة خشب”، في إطار الروسيكلاج لقتل الفكرة الأصلية التي ظلت تؤرقه حقيقة كونها مسروقة، وأن السارق ترك وراءه “المريرة” أي دليل الإدانة.

واليوم وبعد أن ضبطت الرمضاني متلبسا مرة أخرى بالحديث عن الأخلاق، خلال ندوة نهاية الأسبوع بطنجة نظمها “المركز الإعلامي المتوسطي” حول موضوع “التشهير في الصحافة.. قتل معنوي ينتظر ردع القانون”،قال خلالها  الرمضاني إن “المهنية في وسائل الإعلام المحترمة، يجب أن يحركها الضمير”.

وهنا، وكأني اكتشفت لصا أعرفه فوق منبر الجمعة يخطب في الناس ويحثهم على التحلي بالأمانة والضمير، فقلت مع نفسي: أيها الديك السائب قد حان أجلك..كما ذبحت فكرتي مهنية سأجعل من شهرتك الزائفة قوام “رفيسة” في أيام البرد هذه.

   أتصور “ازبيلات” إلى هذا الحد من المقال متوترين منتفخي الأوداج تتسارع بأفواههم كلمات جملة بسيطة هي آخر طلقاتهم: ولأ ولأ..وش وش وشنو الدليل؟”

جواب: الدليل عندي، وقبل طرحه دعوني أحكي لكم القصة كيف حصلت، من بدايتها.

قبل ثماني سنوات كنت تواصلت مع الرضواني باعتباره مسؤولا بإذاعة ميدراديو ودار بيننا حديث مهني تخللته مجاملات، أخبرته خلاله أن لدي أفكارا إذاعية أتوقع لها النجاح فشجعني على بعثها إليه مكتوبة. وهو ما حصل في اليوم نفسه لأن التصورات واضحة في ذهني.

 وتأسيسا عليهن ففي  مساء يوم السبت 11 يونيو 2011 راسلت الرمضاني كما اتفقنا، وفق البيانات التالية: البريد الالكتروني للمرسل البريد الالكتروني للمرسل إليه ، تاريخ المراسلة باليوم والدقيقة والثانية، مضمون المراسلة أي الوثيقة المرفقة، والعنوان المصاحب للرسالة.

 

From: [email protected]
To: [email protected]
Subject: jalali program
Date: Sat, 11 Jun 2011 20:01:43 +0000

سلامات
يرجى الاطلاع على الوثيقة رفقته
 
شكرا”

ومرت أيام وأسابيع وأنا أنتظر. وفي تواصل فيسبوكي لاحق سألته أين وصلت الأمور؟ فأخبرني الرمضاني بسرعة أن مول الشي قال له إنه ليست هناك ميزانية.  

ولكن بعد  ذلك سيذاع برنامج “دافع على راسك” باسم “في قفص الاتهام” مع بعض البهارات في “الكونصيبت” لم تغير من الحقيقة فتيلا.

وتوالت الحلقات ومعها كنت كلما سمعته يتحدث أضحك وأشفق ثم أغضب من كل هذا المسخ وأعد نفسي وعددا قليلا من الأصدقاء الذين يعرفون حقيقة الأمر أن اصبروا..يوما ما سأشلح الرمضاني من كل هذه الأقنعة الكاذبة.

 وأذكر أني قاومت دائما القصة كي لا تطلع مني شفويا كلما التقيت عددا من الوجوه الذين استضافهم.كنت أوشك أن أقول لهم شيئا فأكبح نفسي.

 من أجل الرأي العام المخدوع، وتقديرا لمن يقف خلف المؤسسة ولا يعرف هذه الحقيقة، كنت أشفق وأشعر بمسؤولية انتشالهم من مخالب كذبة اسمها برنامج الرمضاني.

سيطلع لي كما أتوقع “فوهامة” ليحدثوني عن الملكية الفكرية فأقول لهم: تحتاجون لسنوات ضوئية قبل أن تصلوا إلى واقع الملكية الفكرية كما هو من “إسبانيا لهيه”.

 وأضيف للفوهامة: إذا كانت رسالة الكترونية من جملة أو كلمة كفيلة كدليل لتبرئة شخص أو الإجهاز عليه أمنيا وقضائيا، فما بالكم برسالة مني للرمضاني موثقة توثيقا دقيقا وقد استعملت فيها براعتي التحريرية واستخدمت حتى الألوان؟ وإن نفاها الرمضاني فهي معي وبحوزتي جاهزة للنشر.

كدت سابقا أن أتواصل مع أحمد الشرعي لأوضح له الأمور، لكني أحجمت لسبب وحيد وهو مخافتي من أن يشك الرجل لثانية أني ربما أفاوضه على شيء أو أبتز أو أريد تعويضا، رغم أن التعويض ليس عيبا، ولو كان كتب للقصة أن تحصل في الغرب لترك القضاة المؤسسة تتريكا لأنها بنت سمعتها وانتشارها في جزء منه على فكرة مسروقة.

يعرف المقربون مني من الأصدقاء والزملاء وحتى بعض المسؤولين مدى زهدي في الماديات، ويعرفون كلهم بالمقابل مدى اعتدادي بقدراتي المهنية وحجم عزة نفسي وفدائيتي في الدفاع عن كرامتي، كل كرامتي.

ومع هذا لم يثبت عني أني ادعيت رهبانية ولا قلت إني صوفي، وبقدري تسامحي فإني لا أنسى. وهذه قصة صغيرة مما لم ولن أنسه من قصص لا تصدق لكنها حصلت لي ومعي، منها من لي عليه دليل مادي وبعضها الآخر عليه شهود وقسط ثالث كل ما لدي عليه من دليل أني كنت الشاهد الوحيد. وهي والله حكايات قادرة على قلب جزء ليس يسيرا من هذا الزيف الإعلامي المستأسد.

وفي الختم والختام، أعدكم بنشر المزيد في الوقت واللحظة المناسبين، وأضيف فقط:

أيتها العير الإعلامية.. إنكم لسارقون.

www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد