الشرعي ..”فيق من احلامك”..أولى بنا دفن جثة اليسار المتعفنة لا إعادة بنائه

  أحمد الجــلالي 

لأول مرة نجد أنفسنا غير قادرين على فهم ما يريد أحمد الشرعي تبليغه كرسالة سياسية للمغاربة. ففي كل ما سبق له نشره كان واضحا، إلا هذه المرة فقد ترك الرجل من الغموض خلفه أكثر مما تخلفه “اعجاجة” صيفية في منطقة رملية.

ولأن مقال الشرعي حول “إعادة بناء اليسار..ضرورة وطنية” مثير للدهشة فعلا، فقد ساورتنا شكوك وكدنا نتصل بإدارة تحرير يومية الأحداث المغربية لنطرح بعض الأسئلة، بغية الاستيضاح:

ــ هل ما نشر هو فعلا للشرعي أم نسب إليه أم لصقت صورته مع ما كتبه غيره بالغلط، وهادشي تقنيا يحدث؟

ــ هل النص الأصلي بالعربية أم بالفرنسية وعرب من قبل مترجم غير محترف، الواحد ما فيها باس يتأكد؟

ــ عندما كتب الشرعي ما كتب هل كان في مكتبه على الأرض أم نزل للتو من طائرة قادمة من هيوستن إلى المغرب؟

أن نتفق مع الشرعي فهذا قد يحصل في بعض الأمور، أن نختلف مع الشرعي فهذا الذي يجب أن يحدث غالبا من أجل نعمة الاختلاف وفضيلة أخذ الصحافي لمسافة الأمان من الرسميين والمحسوبين عليهم.

 لكن ما يدعو لـ”خرجان العقل السياسي” أن يدعو الشرعي ومن قد يتحدث باسمهم إلى إعادة إحياء المرحوم اليسار، لأن الموتى يبعثهم الله في العالم الآخر، ولن نبعثهم نحن لأننا لا نستطيع ولأن عالم اليقظة الذي نعيشه يقول إن اليسار مات من زمان ولا مشكلة في ذلك سوى أن جثته تعفنت لأن الشعب بمن فيم اليساريون أنفسهم استنكفوا عن دفنها، من فرط “لخنز” الذي فاح منها.

وما يدعو ــ مرة أخرى ــ لانتحار المنطق أن تكون المناسبة التي حفزت الشرعي لدعوة الناس ــ أيها الناس ــ للاحتفاء برمم اليسار على الطريق هي مشاورات لشكر للمصالحة الداخلية.فإذا كان هذا هو رمز اليسار وعمدة خيمته في نظر مالك “الأحداث” “وميد راديو” وأخواته، فإننا لم نعد نريد إضافة كلمة يتيمة في قرطاس التحليل السياسي في هذه البلاد، ولن نطلب أكثر مما طلبه حكيم قهره عبث العابثين فلما سألوه عن رغبته الملحة قال : بغيت نمشي عند أمي صافي.

و الأدهى أن الشرعي يعتبر المرحوم “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” ركنا ثابتا في السياسة بالمغرب وسيظل كذلك. الشطر الأول من التفكير الرغبوي هذا مقبول من ناحية التحليل النفسي إنما تعبير “وسيظل كذلك” غير مقبول ، ولا مبالغة أنه تحد في عالم ميتافيزيقي لقوانين الحتمية التاريخية المادية، وما جاورها.

لا شك لدينا أن الشرعي، لفرط تتبعه للإعلام، تأثر بمطارقه صباح مساء، تلك التي تتحدث عن الحراك…من المغرب إلى العراك/ق. ولذلك فقد أورد في مقالته أن “الحراك اليساري الجاري اليوم يستحق الاهتمام والدعم”.

 ليس لأحد الحق في منعك من دعم حراكك هذا عبر أبواقك الكثيرة..وهذا حقك. وليس لك حق ولا سبيل أن تطلب من المغاربة بلغة  الأمر والتشديد “وسيظل كذلك ..و يستحق الدعم”.

 لا يعاد بناء إلا الصرح الذي تهدم أو هدمه أصحابه أو لأن مواده أصلا مغشوشة. وفي كل الأحوال لا يستحق مجهود إعادة البناء. ثم إننا لا نرى أيه ضرورة وطنية في هذا الأمر. ضرورات الوطن اليوم خذها منا فهي واضحة وبسيطة ومباشرة:

“تزويج المسؤولية بالمحاسبة…العقاب والتتريك للفاسدين من الفوق لتحت…الكفاءة هي المعيار في كل شيء…إعلام وطني حقيقي محترف وديمقراطي…أمن البلاد بكل معانيه المادية والروحية والغذائية..”.

 هامش قد يعنيك:

ــ كدت أوجه لك رسالة لا علاقة لها باليسار ولا باليمين ولكن بواحد من منتوجات مجموعتك الإعلامية، لكن مقالتك عجلت بهذا الرد..وللرسالة إياها ما يكفي من الوقت قبل الإرسال.

ــ يسعدني أن أخبركم ألا قواسم بين شخصينا سوى الإسم الشخصي والانتساب للإعلام، وألا عواطف لدينا من أي نوع كي نكنها لك، وبالتالي فانتقادا لك سببه الوحيد هو موقعك بمجموعتك الإعلامية، المفروض فيه أن يكون مؤثرا على المتلقي.

www.achawari.com 

   

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد