ملك المغرب يلقن السعودية درسا قويا في الأخلاق والعروبة والإسلام

 ناصر الغربي

وصل حال العرب إلى حضيض الحضيض. هذا واقع لا يبدو أنه سيرتفع قريبا. ومع تراكم جبال اليأس ما عاد المواطن/الرعية/الساكن/المقيم ما بين البحر و البحر يتوقع خيرا من أحد، ولا حتى من نفسه.

لكن ثمة أحداثا ومعها ومضات تمر ولا ننتبه لها من فرط القرف الذي نعيشه، ومن كثرة تلبد سماء الأمة كلها بسحب كثيفة من اليأس والقنوط وسواد الأفق.

ومما يميز ذاكرة الشعوب أنها تتيقظ في وقت يظن الكثيرون أن الناس نسوا أو أنسوا، ومن بين هذه الشعوب المغاربة الذين لا لن ينسوا ــ قبل شهور فقط ــ ما اقترفه النظام السعودي في حق مصالح المغرب، ومنها ملف حساس يتعلق قضية صحرائنا، ثم ملف ترشحنا لكأس العالم الذي أظهر فيه “السواعدة” عدوانية وصلافة قل نظيرها..وبلا مقدمات..ولن ينس المرء بسهولة ما صرح به وصنعه مستشارون لـ “طال عمرو”.  

والمنطق العربي والعالم ثالثي يقتضي أن يكمن المغرب للسعودية في مكان مظلم حتى تحين الفرصة فينقض ويشفي غليله..هذا ما يقوله منطق رد الفل، وليس منطق الفعل الجاد المؤسس لفعل مستقبلي سوي.

ومرت الشهور، فوقعت الواقعة في قلب اقتصاد آل سعود، وفعلت فيهم طائرات حوث ــ أبابيل الأفاعيل وعطلت نصف رئتهم الاقتصادية، فانتظر المغاربة رد فعل الرباط. فحدثت أمور غير متوقعه.

فماذا حصل؟

بعث الملك محمد السادس برقية إلى الملك سلمان بن عبد أعرب فيها عن تنديده واستنكاره الشديدين لهذا العدوان،

وقال الملك في رسالته للملك: ” أؤكد لكم تضامن المملكة المغربية المطلق مع المملكة العربية السعودية، ووقوفها الدائم إلى جانبها ضد أي تهديد يستهدف سلامة أراضيها وسيادتها الوطنية، وفي وجه أي محاولة دنيئة للنيل من أمن واستقرار بلدكم الشقيق “.

وأكد محمد السادس للقيادة السعودية “..التزامنا وإيماننا الراسخ بوحدة المصير، واعتبار أن أمن واستقرار السعودية جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المغرب”.

ماذا يعني هذا الموقف؟

يعني أمورا كثيرة لعل أهمها:

ــ أن الإيمان بالمصير المشترك عربيا وإسلاميا موقف عملي وليس كلاما في الهواء،

ــ أن ملك المغرب يترفع عن الصغائر وينظر إلى ابعد من رد فعل تجاه أفعال مقيتة يقترفها صبيان السياسة، ويصدر عن رؤية إستراتيجية متعالية عن سفاسف الأمور،

ــ هذا درس كبير بمقاييس العروبة والإسلام والإنسانية لقنه العاهل المغربي للعربان، فعل سيعي كل “آل” واقع الحال والمآل وقيمة الرجال..؟؟

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد