نموذج اللجنة أهم من “لجنة النموذج” و “الجوهر” أهم من مشتقاته

 الشوارع/المحرر

بعد  أسبوع فقط على الخطاب الملكي للذكرى العشرين لعيد العرش،وما ورد فيه من قرار بإحداث لجنة لصياغة النموذج التنموي الجديد للمرحلة المقبلة من تاريخ المغرب،استفاقت”الأحزاب” التي تحتاج من يقرأ عليها سورة “الكهف” لتقول بصوت عال على صدر صحفها البائرة: حنااااا نعامااااس.

أياما فقط على اخطاب محمد السادس الذي سمته فئة من المغاربة “خطاب التألم” لأن الملك أشهد الله تعالى على نفسه أنه يتألم لحال بعض المغاربة، الذين لم يصبهم نصيبهم من الثروة والعيش الكريم، أياما بعد هذا الخطاب الصراح، هاهي ذي بالونات الاختبار تفرقع في كل صحيفة وموقع.

وكمثال على هذه التسريبات المستعجلة ما نشرته “أخبار اليوم” أن” والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، هو الشخصية الأقرب إلى تولي مهمة رئاسة اللجنة الاستشارية التي أعلن الملك في خطاب العرش قرب تشكيلها”

وقالت “المصادر المطلعة” المروجة مبكرا للسيرة المهنية للجواهري إن تعيين الأخير في هذا المنصب “جاء لخبرته وما راكمه من تجربة في الحكومة وعلى رأس بنك المغرب، حيث سبق له، في التقارير السنوية لهذه المؤسسة، عن عبّر عن انتقادات حادة للسياسات العمومية المتبعة، آخرها الانتقادات التي قدمها أمام الملك في تقريره الأخير” وفق ما نقله توأم “أخبار اليوم” الالكتروني “اليوم24” مساء اليوم الأربعاء.

 وبما أن حس النقد لا يلغي حسن النية بل يعضده ويقويه فإن خطاب العرش الذي طالب بالكفاءة معيارا يجب عند تفعيله التركيز على ترسيخ معيار الخبرة والكفاءة ومواءمته مع  شرط الاستقلالية. وإن كنا لا تتكر خبرة الجواهري فإنه يبقى من الوجوه القديمة ورموز مرحلة فاشلة.

 وبناء عليه، مادام ترؤس لجنة النموذج  سيسهم بقوه في رسم ملامح مستقبل شعب بكامله، فلابد من التريث قبل أي تعيين، وتحديد “نمودج اللجنة” أولا. وهذا الأمر لا يمكن أن يحصل بالتعيين بل بالمقاربة “التشاركية” التي أصابت مسامعنا بالأذى من فرط التطبيل لها، دون أن نرى لها تطبيقا ولا تفعيلا.

نعم، ندري أن الوقت ليس في صالح الدولة، فالبلاد مرضت وعل الطبيب الإسراع في العلاج، ولكن هذه الحقيقة لا ينبغي أن تلغي حقائق أخرى ليست أضعف منها إن لم تكن أقوى منها:

ــ أسلوب التعيين أثبت عدم جدواه، وإن كان ولا بد فليدمج المعينون بنسبة ما مع من يعرف المغاربة كفاءتهم ونزاهتهم، وهم بالمناسبة يعدون على رؤوس أصابع اليد الواحدة.

ــ لإحداث القطيعة التي صارت ضرورية/إجبارية، لابد من التلافي النهائي  لأي كائن حزبي، فإن تسربوا للجنة فبالله نقسم لن تقوم لها قائمة.

ــ النموذج التنموي لا يعني حصريا ما هو اقتصادي/مصرفي/إنتاجي..لا لا لا ومليون لا. لماذا؟ لأن أساس الراهان هو الإنسان، والإنسان/العالم ليس سلعة كما قال المرحوم بوطالب، والذي كان سيفيد اليوم في هذا النموذج لو أمهله العمر.

حذار من التسرع. حذار من “تحزباويت”.حذار من الاختزال  الاحتصار المجحف. حذار من “زايد ناقص”.حذار من الالتفاف على الفكرة…حذار من المنافقين…فلم يبق في رصيد البلاد كثير فرص كي تهدر في “التجريب”.

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد