“حرام ” أن يعيش السبسي علمانيا..ويفرض عليه الإسلام عند الدفن

الشوارع

 بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى عسكري، وأعلنت الرئاسة التونسية وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي،وحتى قبل أن ينصب الرئيس المؤقت للبلاد في انتظار إجراء انتخابات رئاسية، كان من الطبيعي أن تكون ردات فعل الناس متباينة بعد الرحيل، مثلما هي مختلفة والرئيس حي يمشي أمام الناس على قدمين.

وفي لحظة الموت، لحظة الحقيقة، لاشك أن التعامل مع موت الحكام/الزعماء لا يكون عادة مثل التفاعل مع عامة الناس.ولكن ثمة قواسم مشتركة بين الصنفين، في كل الأحوال.

ومن هذه القواسم أننا نتذكر آخر ما علق في ذاكرتنا من شريط حياة الأموات، أو نتوقف مباشرة بعد إعلان الوفاة عند أقوى بصمة خلفها الراحل أو الراحلة.

وفي حالة الرئيس التونسي الراحل السبسي،ومهما قال فيه المقربون والمجاملون والمقتنعون به سياسيا وثقافيا حتى، فإن هذا الكائن المسمى “يوتيوب” حل محل ذاكرة الشعوب المتعبة وقال للأغلبية في تونس والعالم الناطق بالعربية ومشتقاتها،هاكم اقوى ما قال وترك رئيسكم السبسي بعد موته:

إنه شريط فيديو مثبت على الشبكة العنكبوتية يقول فيه السبسي بالحرف: حنا راهو معندناش علاقة بحكاية الدين ولا بحكاية القرآن ولا بحكاية الآيات القرآنية، احنا عندنا التعامل مع الدستور لي أحكامو آمرة كما قلنا، ونحن في دولة مدنية”.

قايد السبسي الذي كان وزير داخلية بورقيبة..يصرح أنه مفيش عندو علاقة بالقرآن..فوقف أية شعائر يجب أن يدفن الرجل،إكراما لذكراه ومكانته وقناعاته؟؟

قايد السبسي الذي حظي برضى نظام ما بعد بورقيبة، وكان رئيس برلمان بن علي، يقول مفيش عندو علاقة بحكاية الآيات القرآنية..فهل ستغتصبون إرادته، وتستغلون ضعفه وهو مسجى، وتقرؤون عليه سورة “يس”، مثلا؟ أين احترام الوصية يا شعب تونس ويا حكومة تونس الخضراء؟

نعتقد أننا كشعوب وكنخب يجب أن نقف أمام مرآة الواقع عراة كي نكتشف هويتنا وحقيقتنا كما هي لا كما نريدها ونشتهيها أن تكون، استجابة لتفكيرنا الرغبوي المريض.

وسواء في تونس أو غيرها من بلاد المستطيل الجغرافي/ الثابوت/   العربي/العروبي/الإسلامي/المسلم/السلفي/المحافظ/ المنافق/المتخلف…يجب أن نتعرض للصدمات القوية كي نصحو على صباحاتنا بشموسها الحارقة فتلفح وجوهنا الكالحة لنفتح بصرنا المخدر عسى أن تصفو وتصحو بعدها بصائرنا السكرانة..ونكتشف “مجهولنا” في معادلة الكرة الأرضية ــ إن وجد ــ ونعرف كم يساوي.

www.achawari.com

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد