تيجيني وعصيد..حاربا من تشاءان بعيدا عن “محمد السادس للقرآن الكريم “

الشوارع

 يحدث في مشهدنا السياسي والإعلامي العجب وجده “العجاب”. السوي في الأمور أن تقول رأيك بكل ثقة في الذات ثم تمضي لشأن آخر، وما ليس سويا أن تقول أو تكتب عن شيء يفترض أن رأيك فيه أصيل، ثم تبحث بالمصباح و “القنديلة” عن شخص ما يتماشى هواه مع هواك و تمنحه بوقا أو منصة ليقول ما عجزت أنت عن قوله أو يعيد إليك ثقتك بنفسك المهتزة.

هذا ما حصل بالضبط مع “زميلنا” محمد التيجيني ــ شافاه الله فقد نجا من حادثة سير ــ في افتتاحيته  “المتلفزة” بموقعه، حين ذهب إلى أن  “قناة محمد السادس للقران الكريم” تخدم أجندات الإسلام السياسي بالمغرب، وتسدي بذلك دعما لحزب العدالة والتنمية،ليخلص ــ بالتالي ــ إلى أن كلا من الرئيس المدير العام/باطرون الإعلام الرسمي، فيصل لعرايشي، ووزير الأوقاف أحمد التوفيق معا في خدمة “البيجيدي”.  

ولكن يبدو أن التيجيني ليس متيقنا تماما مما قال، فأوعز لطاقم موقعه أن يسأل الناشط/ المقلق دوما،أحمد عصيد  عن رأيه في القضية فأجاب عصيد أن “جميع المؤسسات التي تحدثها الدولة لتدبير الشأن الديني يتم اختراقها من طرف الإسلام السياسي”.

وأوضح عصيد في التصريح نفسه أن  “إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم” بمجرد أن أنشأت لمواجهة التطرف الديني وظاهرة الإرهاب بدأت تروج لخطاب وزارة الأوقاف، ثم ظهر داخلها أشخاص يتحدثون بكلام ليس من الإسلام الوسطي المتعارف عليه في شيء بل يدخل ضمن التشدد الصريح”.

 وبرأي عصيد فإنه حتى “نظام المرشدات، الذي أحدثته الدولة لتحدث النساء في المساجد، أصبح بوقا لتيار الإسلام السياسي”، مطالبا السلطات بمتابعة ومراقبة عمل قناة محمد السادس للتصدي لاختراق تيار الإسلام السياسي.

يذكر أن إلياس العماري، الأمين العام الأسبق لحزب “البام” سبق له أيضا قبل سنتين تقريبا أن سار نفس المسار، ووقف نفس الموقف من المؤسسة الإعلامية ذاتها.

 تعليق:

التيجيني وعصيد منهجيا يجب التمييز بين الإسلام السياسي وصنوه التطرف اللذين يتزايد خطرهما لأنهما يجدان أسمدتهما في الحقول التالية:

ــ خطاب التطرف المتياسر أو العلماني العالم ثالثي

ــ بيئة الجهل والتخلف والأمية والفقر

ــ واقع اللامساواة و عدم تكافؤ الفرص

ميزا بربكما بين الإسلام السياسي كما بسطناه لكما أعلاه و الإسلام/العقيدة الذي هو دين المغاربة بالفطرة..ودين الدولة بالإجماع غير القهري.

 فحتى لو أقفلت السلطات إذاعة محمد السادس ــ وهذه أمنية لن تتحقق لكما ــ فلن يتراجع مد الإسلام السياسي في المغرب وفي العالم الإسلامي/العربي، لأن الموضوعين السياسي والعقدي مختلفان.

تيقنا أن نجاح الإسلام السياسي مؤشر لفشل المشاريع السياسية المنافسة، و كساد سلعة النخبة الفكرية المقاومة له، والمفروض أنكما تنتميان لها، بحكم المكانة والإمكانات الموضوعة رهم إشارتكما وإشارة أشباهكما من متوسطي الحال فكريا وتنظيريا.

لقد حققت إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم إشعاعا متميزا واحتلت صدارة الاهتمام بلا “ضوباج” ولا نفخ في الأرقام. المغاربة وجدوا ضالتهم فيها إسما ومضمونا: إسم يجمع بين القرآن واسم أمير المؤمنين ومضمون يخاطب المغاربة بلغتهم ويتنزل عند احتياجاتهم الفقهية والدينية. وكل من أزعجته هذه المحطة فقد ساءه بالنتيجة تألق تامغرابيت الحقيقية.

 أن تتلقى هذه الإذاعة في نفس الوقت الضربات من كل جهة باسم محاصرة الإسلام السياسي، ففي الأسلوب والتوقيت ما يكفي ليؤشر إلى أن المؤسسة نجحت، وهو ترمى بالعصي والأحجار غير الاشجار المثمرة.

 www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد