دافقير ما تبقى من “الأحداث المغربية”..استفزاز المغاربة ليس حرية تعبير

أحمد الجـــلالي

كنا نعاتب على صحف بلادنا عدم “رغبتها” في تشغيل رؤساء تحرير،وظلنا على هذه القناعة/ المؤاخذة إلى أن أثبتت لنا الأيام/الزمن وليس أسبوعية “الأيام” أن أرباب المقاولات معهم نصيب من الحق..في هذه الفترة على الأقل.

لا نعطي دروسا هنا ولن نفعل. إنما الاضمحلال  المهني البادي والمتمادي هو من يفرض نفسه على كل مقاوم للشحوب والاصفرار المهني. فضلا عن الفجور في الخصومة التي يكون ضحيتها في البدء والمنتهى ما تبقى من هذه المهنة التي صار لها “مجلس” ولد هو الآخر على أساس غير أخلاقي، ومع هذا فهو يريد أن يدبج ميثاق أخلاقيات المهنة..يا سلام.

وقد كنا نظن أو نتوهم أن الزميلين البريني و لمراني، رغم تطرفهما أحيانا في اتجاه أيديولوجي بعينه، قد يكونان تركا بعض التعقل في “قيادة تحرير” يومية الأحداث المغربية، لكن ولشديد الأسف فمنذ أن غيرت هذه اليومية التي أمتعت قراءها سنوات خلت، منذ غيرت “لوغوها ” وحجمها السابقين، تخلت معهما عن الصحافة كفن وإبداع وعن الرزانة كشرط في أي “قائد” لأية سفينة أو غيرها مما لا تؤتمن الحوادث في طريقه.ا

 أن تنتقد جريدة أو بالأحرى “أحد” رؤساء تحريرها حزبا أو قياديا به فهذا مطلوب، وهو مبرر وجوده أصلا، لكن أن يتحول الخلاف الأيديولوجي إلى محرض على الفجور في الخصومة أو تجاوز المساحات المقبولة في “السجال” إلى ما يمس ويستفز مقدسات شعب بأسره، فهذا مؤشر على الانحدار الخطر.

 نشر عبد العالي حمي الدين  أخيرا على حائطه الفيسبوكي الحديث النبوي الشريف التالي: “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم”اهـ.

 تعليق يونس دافقير، أحد رؤساء  جريدة  “الأحداث المغربية” على تدوينة  حمي الدين كان كما يلي: “وفي هذا المنطق نحمد الله حمدا كثيرا اننا أذنبنا طولا وعرضا كي لا نزعج ربنا بالإتيان بمن يذنبون، لاحول ولا قوة الا بالله.الخوت صافي الله يسامح . هادشي عندكم بدا يحماق. ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا. صدق الله العظيم”.

 دافقير الذي غرته استضافاته  المتكررة من قبل القناة الثانية لينفس عن شحناته الداخلية بلبوس حواري أحادي غالبا أخذته العزة بالظهور المتلفز المتكرر و “التيتر” داخل الجريدة، الفقيرة كالقناة الثانية تماما في ما يخص حتمية سيروم الدعم السمين لتبقى على قيد النشر، وليبقى أمثال دافقير في “القمة”، رغم الفقر المهني للمنتوج الذي هرب منه القراء ورقيا وتلفزيا.  

هذا الشعب  الذي يغذي أمثالك يا دافقير من ضرائبه، عبر مؤسسة الأحداث، لم يفوضك قط لتتحدث باسمه “أننا أذنبنا طولا..” و “نحمد الله..”. هذا الشعب الفقير يا دافقير يرفض أن تسخر من ثقافته بأسلوبك غير الموفق. أتعرف لماذا؟ لأن السخرية فن وليس تصريف المواقف/العقد الشخصية تجاه أناس وقضايا محددة..فنا وأبدا لن يكون.

لن ننصب أنفسنا علماء مفتين كما صنعت مع حديث من سنة يحترمها ويسمعها ملايين المسلمين المغاربة في مساجد دين ومذهب الاعتدال والتسامح.

 لكننا نراك ومليار عبد فقير مثلك أضعف من أن تزعجوا “ذبانة” في الأرض أو في السماء..فما بالك بـ “إزعاج؟” رب السماوات والأرض

سبحانه وتعالى علوا كبيرا.

انتقد من تشاء وعلق على من تشاء متى تشاء..فهذه حرية التعبير التي نقاتل في سبيلها ومن أجلها، على درب القامات ممن لا تصل كعبهم المهني، ممن فقدوا أرزاقهم واستقرار أسرهم..

انتقد ملء عقلك..لكن سؤال الكيف/الأسلوب لا يعرفه سوى رؤساء التحرير الحقيقيون، المثقفون “ديال بصح”، المتوفرون على الشروط التي لن تتحقق فيك وأنت في هذه المرحلة العمري، لأن الأوان قد فات.. للأسف.

سننتقد هذا الطيف السياسي والنخبوي المغربي من ألفه إلى يائه وزايه حتى، بلا تحفظ كما تتحفظ أنت.

 سنسخر باحترافية وننتقد بأدب البيجيدي والبام وأخنوش..والسلفيين و العدل والإحسان..وبقية مكونات مشهدنا السياسي والحزبي والحكومي. لكن سنقف مع هوية بلادنا، وفي قلبها ثوابت أمتنا.وندعوك للاعتذار عما خطت يمناك أو يسراك.

سنفعل ما قلنا وأكثر مما تستطيع أنت و جريدتك، لأننا لا أجنده مسبقة تلجمنا ولا مطامع تسيل لعابنا.   

هذا تنبيه لك، المقصود منه يا زميلنا “الكبير” أن تستفيق لنفسك وتعي أن التركيبة الثقافية المغربية، المسماة “تامغرابيت” عصية على الاختراق مهما توهم البعض أن استيهاماته وخيالاته قادرة على قلب المعادلة.  

وعليك يا زميلنا “كبير المنصب” أن تضع في ذهنك وأنت على شاشة دوزيم مدافعا عن إمارة المؤمنين، أيها “اليساري”، أن هذه المؤسسة قائمة على الإسلام السني الأشعري المبني على القرآن..وعلى السنة، التي هي أحاديث، ضمنها الحديث الذي سخرت منه.

نأسف أن صنيعك هذا ليس سبيلا لأية بطولة…إنه طريق لن يؤدي بك وبأمثالك سوى إلى الشفقة من قبل المغاربة..وقرائهم الحالمين بزمن كان فيه “رئيس التحرير” مؤسسة قائمة بذاتها للمهنة و الثقافة والأخلاق والإبداع.

نعم تغير الزمن كثيرا، نعي هذا أيها ” الحداثي جدا”، لكن ما كنا أبدا نتخيل أن مجرد الحد الأدنى جدا لـ “لابد مما ليس منه بد” سيصبح أنذر من قرني دجاج.

 ولأننا نؤمن بالحديث الذي يدعونا أن نكون مبشرين لا منفرين، سنختمها معك بأبشر يا رجل: ولتهنأ خبزيا يا دافقير لأن المجال أصلا فقير..ولن يسمح بمزاحمتك لرؤساء تحرير من الطينة شبه المنقرضة.

 WWW.ACHAWARI.COM

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد