يتيم مسافرا “داخل” ذات جميلة يزاحم صورة الشهيدة حياة

الشوارع

بحكم سطوة الصورة وقوتها القاهرة في زمننا الرقمي هذا، نعيش اليوم بالمغرب صداما عجيبا بين صورتين متضاربتين تماما: صورة موت الحياة في شخص المرحومة حياة ابنة تطوان الباحثة عن لقمة عيش بين البر والبحر، بين الزودياك و رصاص البحرية الملكية، وصورة “الفقيه” الوزير يتيم، وهو يعيش “الحياة” بما ملكت يمينه و حسابه البنكي المنتفخ.

قسم المغاربة أنفسهم، في محيط الشبكة العنكبوتية، عبر وسائطها رهيبة التأثير إلى فرقتين، واحدة مازالت تتألم على حياة بنت الشعب ونهايتها الدرامية، وفريق بات يتكاثر ركز على “فعايل” يتيم…وهاك يا نكث ممزوجة بالتوابل المغربية القوية كالفلفل الحراق.

سنكتفي بملاحظتين ساخرتين: فيسبوكية شبهت حذاء المدلكة بشيب لحية يتيم، وإن كان الشيب ليس عيبا إلا أن المعلقة “الخبيثة” جمعت بين اللونين واخلصت إلى أن للفتاة الذوق نفسه في اللحية والحذاء النسوي.

“مقلاع” آخر لجأ إلى الفتوشوب ليبلغ رسالة أبلغ، حين وضع صورة يتيم بين فتاتين مصريتين ظهرتا كأخصائيتي تدليك في مسرحية “الزعيم” للنجم عادل إمام. وهي اللقطة التي يبدع فيها عادل إمام/ زينهم / الرئيس الجديد حين يكتشف معهما دورهما الحقيقي و مغامرات الرئيس الراحل بطريقته الساخرة.

صور وفيديو يتيم يغطي تدريجيا صورة حياة الشهيدة..صورة الحياة تزحف على صور الموت..وإن كان الحدثان معا وجهين لمأساة الشعب المغربي مع مسؤولين وحوادث باتت تؤشر إلى مستقبل متشح بالسواد، رغم ما ببلدنا من إمكانات وثروات تتطلب عقلانية التدبير وحب الوطن..وقانونا وقضاء يضربان بالنار والحديد أيادي وأعناق اللصوص الخونة.

 

www.achawari.com

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد