ربيع الصحافة بالمغرب قد أزهر..سبت أسود على قيادة النقابة

الشوارع 

أئياء كثيرة رائحتها تزكم الأنفاس تتخفى دوما تحت أديم المشاهد المختلفة، وتتستر كميات لا حصر لها من القبح تحت تجاعيد الأجساد الهرمة، لكن بمجرد أن تهب رياح الربيع أو الخريف ــ لا فرق ــ حتى تكشف أشجار العبث وغابات الزقوم عن سيقانها لتظهر الحقيقة عارية.

كان المشهد الصحافي الوطني، في شقه النقابي ينتظر فقط تلك الرجة التي أحدثها بلاغ حركة تصحيحة واقفة على الصح، بفضل انسجامها و نبل منطلقاتها ومنطقية وعقلانية ما تدعو لتغييره، حتى يخرج للعلن ما كان حبيس الصدور ورهين المجالس.

وبمجرد أن أخطأ النقيب البقالي التقدير و صرح أن عددا من الموقعين على البلاغ التاريخي قد تراجعوا، حتى انهالت ردود الأفعال القوية ضد البقالي و ضد الانحرافات داخلها. وفي هذا الصدد، كذب كل من الصحافي القيدوم امحمد العزاوي والإعلامية المقتدرة فاطمة التواتي و الزميل القدير محمد بنحليمة، التصريح الذي أدلى به عبدالبقالي رئيس نقابة الصحافة، إلى أحد المواقع، والذي أعلن فيه ا، الزملاء سالفي الذكر تراجعوا عن توقيعهم على البلاغ الذي أصدره قياديون وأعضاء  بالنقابة.

 

ومن بين اقوى ردود السبت الاسود رد الزميل محمد المشهوري، أحد مؤسسي أول فرع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، رئيس النقابة الذي زعم أن المشهوري “لا علاقة له بالنقابة”.   

 ومن بين ما أتحف به مشهوري البقالي هذه العبارات : “نسي البقالي انني كنت من الأوائل الذين ناضلوا من أجل جعل النقابة، التي كانت حكرا على المدراء، نقابة للصحافيين في الوقت الذي عاد فيه من تونس بدبلوم مجاملة “كرمان عيون” سفير المغرب في تونس آنذاك الأستاذ عباس الفاسي، واشتغل في مكتب تنمية التعاون، حيث كان عدم الكفاءة سببا في مغادرته للمكتب ليفتح له المرحوم عبد الجبار السحيمي أبواب العلم  مرة أخرى “كرمان عيون” الأستاذ عباس الفاسي.. ” ثم سأله : “هل يكذب عبد الله البقالي شهادات الزميل يونس مجاهد في حقي علانية في المجلس الفيدرالي وهو يقول: “يعود الفضل في تأسيس أول فرع لنقابة الصحافيين إلى محمد مشهوري”؟

 ” نعم، لقد ابتعدت لسنوات عن الترشح لأي مهمة في النقابة بعد أن تكرس منطق الخلود في المناصب وتحولت النقابة إلى وسيلة لخدمة مشاريع حزبية بعينها وإلى وكالة سفريات، لكنني بقيت دائما مناضلا وعضوا مؤسسا على الرغم من انف البقالي الذي أصابه السعار بعد فشله في نيل حقيبة في حكومة العثماني رغم تزلفه إلى حزب العثماني بسبه يومية الصباح في تصريح لموقع العدالة والتنمية، وهي سابقة أولى في العالم: نقيب الصحافيين يسب صحيفة”

أما الزميل محمد الضو السراج عضو الأمانة العامة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وأحد قيدومي العمل النقابي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فقد رد على قيادة النقابة بالقول:

” جاء في رد للزميل عبد الله البقالي في احد المواقع الإليكترونية على الزملاء الذين وقعوا على بيان النقابة، الذي يدعو الى مواجهة الاستبداد والتحكم الذي يمارسه البقالي في حق الصحافيين والصحافيات، ومحاولته قمع كل رأي مخالف ربما في حنين الى الفترة التى عاش فيها بتونس طالبا تحت ظل الديكتاتور بنعلي. فالزميل عبد الله يكذب ويكذب ويستمر في نشر الأكاذيب وسط الصحافيين إيمانا بمدرسة غوبلز في الإعلام في عهد هتلر ..اكذب واكذب حتى يصدقك الناس ..! البقالي مؤهل قريبا لتحمل المسؤولية في المجلس الوطني للصحافة للدفاع عن أخلاقيات مهنة الصحافة، وللأسف فهو النموذج الحي لمستوى هذه الأخلاقيات في فترة ترأسه للنقابة”  

 و ورد  الضو على كلام النقيب حول “علاش حتى لدابا عاد دارو البيان لأنهم ما عطيناهمش المقعد الثامن”بالقول “لم يسبق لي أن طلبت منه مقعدا لا أولا ولا ثامنا ولا انتظر منه أن يعطيني شيئا ..انه يكذب مرة أخرى، فلم يسبق للنقابة أن فتحت نقاشا داخل أجهزتها حول المقعد الثامن، سواء داخل المكتب التنفيذي أو الأمانة العامة أو المجلس الوطني الفيدرالي، وأتحداه إن يثبت ذلك بمحضر أو بتصريح أو حتى بخبر نشر هنا أو هناك”.

  وختم الضور رسالته القوية ب : زميلي العزيز عبد الله، من حقي ومن حق جميع الزملاء والزميلات من النقابة وخارجها أن يترشحوا لهذا المقعد لو فتحت النقابة المنافسة الشريفة حوله. وللاسف فقد اعترف البقالي بأنه قايض المقعد الثامن منذ أربعة أشهر بمقعده في المجلس وانتهى الأمر . فهنيئا له”.

 أما موقع “كفى بريس” فقد ذهب إلى أن   عبدالله البقالي ويونس مجاهد شرها “في ممارسة الابتزاز ضد الدولة، هذه المرة، حيث عمدا الجمعة إلى زيارة الصحفي حميد المهداوي المعتقل …، بعدما “ضربوا الطم” اثر اعتقاله، و لم تصدر النقابة إلا بلاغا خجولا يعبر عن تضامن مخدوم بعد شهور”.

 وتضيف الموقع نفسه أن تحرك “الثنائي” يأتي ” مباشرة بعد إصدار النقابة تقريرا حول توفيق بوعشرين، هو بمثابة تحصيل حاصل، تكرر فيه نفس التهم التي تواجه بها النيابة العامة المتهم، و هي تهم لا تحتاج إلى تقرير من النقابة، ما دامت متضمنة في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، و من خلال تصريحات الضحايا وشهادات المصرحات و أشرطة الفيديو الجنسية”  

و استرسل محرر الخبر أن “النقابة تريد بفعلها هذا أن تعطي إشارة عن “حسن النية”، بهدف تسريع تنصيب المجلس الوطني للصحافة، حتى يفر الثنائي بجلده من الفضائح التي انفجرت في وجهه… و بهدف الضغط على الناشرين من أجل تسريع هذا المسلسل، بعد أن رجعوا إلى الوراء في خضم توالي انكشاف مؤامرات أناس يريدون تنصيب أنفسهم حكماء ضدا في “أخلاقيات المهنة… و يأتي تحرك “الثنائي” أيضا في ظل محاولة ابتزاز الدولة بورقة المهداوي، و استعمالها لقضاء مآرب أخرى، بعدما ظل عضو المكتب التنفيذي أوسي موح لحسن يصرح واحيدا من أجل التضامن مع الصحفي لشهور، من دون أن يأبه “الثنائي” لصوته واحتجاجاته”.

معتبرا هذا الذي يحصل ما هو إلا ” اللعب عن كل الحبال من أجل مصالح شخصية، أما تقرير بوعشرين و زيارة المهداوي فما هما إلا ورقة قد تكون الأخيرة  في هذا اللعب المكشوف”.  

تعليق:

هو الربيع الإعلامي ببلادنا قد حان أوانه فلا راد لقدر الله. على من ظلوا يسحبونها ويتقافزون هنا وهناك طيلة عقود فرحين بدقة حساباتهم الضيقة أن يفطنوا إلى أن الحقل الإعلامي صار يقول لهم بصريح العبارة: انسحبوا بالحد الأدني من ماء الوجه قبل أن تزف الآزفة.   

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد