إلى قيادة النقابة..أبدا لن أتواطأ لتدمير مهنة الصحافة

 أحمد الجلالي

هذا نص رسالتي اليوم الثلاثاء عاشر يوليوز2018 إلى النقيب عبد الله البقالي والزميل يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بشأن انسحابي من تنسيقية الصحافة الرقمية، التي لم تنصف لا عمليا داخل النقابة ولا هي نالت ربع ما تستحق في المجلس الوطني للصحافة لا إعدادا ولا تشاورا ولا ترشيحا ولا انتخابا،وهو المجلس الذي باتت كل المؤشرات تقول إنه لن يخرج من الخيمة أصلا.. لا ما ئلا ولا مائعا ولا هم يحزنون.

“القنيطرة في العاشر من يوليوز 2018

 إلى الزميل النقيب: عبد الله البقالي
إلى الزميل يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني
الموضوع: انسحاب من تنسيقية الصحافة الالكترونية

تحية طيبة،
وبعد،
تحملا مني لمسؤوليتي تجاه مستقبل إعلامنا الوطني وتقديرا مني للدور المركزي الذي صار يؤديه الإعلام الرقمي، ونظرا لما اقترفته قيادة النقابة في حق هذا الإعلام الالكتروني الناشيء داخلها، يؤسفني أن أخبركم أني قررت الانسحاب من تنسيقية الصحافة الالكترونية التي ساهمت في تأسيسها، كما صغت بمبادرة فردية أرضيتها النظرية.
 
لقد أقدمت على هذه الخطوة حفظا لكرامتي وتبرئة لذمتي أخلاقيا ومهنيا ونضاليا، أمام التاريخ وأمام المهنة والزميلات والزملاء، وذلك للأسباب والحيثيات التالية:

ــ لم تحترم قيادة النقابة رغبتنا كتنسيقية في أن يمثل الصحافة الالكترونية بالمجلس الوطني للصحافة، عضو ممارس وكفؤ مهنيا ونظيف أخلاقيا، من تنسيقية الصحافة الالكترونية سالفة الذكر، التي قاتلت وتنازلت رفقة زملاء آخرين من أجل تأسيسها رغم العراقيل الكثيرة والشلل الذي فرض عليها،وها أنذا مضطر لمغادرتها بعد أن ضاقت بي وبغيري السبل وحاصرنا العبث وماكينة المكائد.  

ــ عكس رغبتنا المشار إليها، فرضتم على اللائحة  أو فرض عليكم شخص حديث عهد بالصحافة الرقمية ولا ينتمي لتنسيقية الصحافة الالكترونية، ممثلة الإعلام الحديث في قلب النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ويتعلق الأمر بالمختار العماري الذي نزل على اللائحة بطريقة المظليين وهو ما استفز مشاعر الصحافيين المهنيين الذين يعيشون في مغرب ما بعد دستور 2011،وليس في زمن الإسقاطات الفوقية. لست أنا من أرضى الظلم والمهانة.

ــ الأنكى و الأمر، أنه تبين لنا، قبل فترة الانتخابات تحديدا، ومن خلال تحركات مريبة،  قيام من تعرفون بعمليات تدليسية حقيرة  وكولسة مقيتة، للانقلاب على تنسيقيتنا الأصلية وصاحبة المشروعية بعملها وحضور أعضائها  في المهنة وعلى أرض النضال، عبر القفز عليها ووضع هيكل أجوف وغير ذي مصداقية من الدار البيضاء هدف أصحابه سرقة نضال زملائهم داخل النقابة والضرب فيهم، وذلك كله ــ لشديد الأسف ــ غير خاف على النقابة نفسها.

ــ لقد عمل حقراء على صناعة وترويج الإشاعات وزعموا شراء ذمم بعضنا، لكن حبل الكذابين قصير وها هو التاريخ يسجل من له القابلية للبيع والشراء، ومن الرخيص ومن الثمين ومن الغث ومن السمين.  
 
 ــ لقد قاطعت الانتخابات احتراما لنفسي. وبناء عليه، لم ولن أدعم أي شخص داخل المجلس الوطني باسم الصحافة الالكترونية، وأتبرأ من كل باحث عن مشروعية زائفة باسمي.
 
ــ أرفض رفضا باتا ما صدر من المدعو المختار العماري من لمز وطعن في حق زملاء لنا ومحاولة تسفيه مسارههم المهني الطويل والرصين، وذلك أثناء اجتماع تنسيقية الصحافة الالكترونية في بوزنيقة يوم 2 يونيو الماضي ، بمناسبة المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية. نعم، تفرقنا مجالات العمل والخطوط التحريرية ، لكن غيرتنا على شرف قبيلة المهنيين لا مساومة عليها.
ــ مازلت أستهجن ما صدر عن حميد ساعدني،  “رأس لائحة” مرشحي النقابة الوطنية للمجلس الوطني للصحافة يا حسرة، والذي نسي نفسه أثناء لقاء المجلس الوطني ببوزنيقة، وبدأ أول خروج له منبطحا أمام الباطرونا من خلال مدح رموزها القادمة للمجلس بالإسم:” فلان و ما أدراكم ما فلان.. وما أدراكم ما علان..” متلهفا للقائهم متهيبا من “قاماتهم” المتخيلة.. كل هذا بلا سياق ولا داع، اللهم ما تخفيه النفس الأمارة بالخضوع والمداهنة..إنه مؤشر على طبيعة الزمن الإعلامي القادم لنا على ظهر سحابة سوداء.
 
ــ أرفض التحالف الهجين للائحة النقابة الوطنية مع نقابة عمالية بالأساس وهي الاتحاد المغربي للشغل، ومع تقديرنا لإخوتنا العمال وشقيقاتنا العاملات، فإننا ننتمي لمهنة مختلفة وذات خصوصيات، ولو كان الاتحاد المغربي للشغل البيئة الملائمة والطبيعية للإعلام لما كان كل مؤسسي “نقابة الصحافيين المغاربة” قد انسحبوا منه وفضلوا الانصهار بالنقابة الوطنية الأم، وإعلان تلك الخطوة الجريئة التي وصفها عبد الله البقالي نفسه بالنبيلة، بلا مقابل وبكلمات مصورة يحفظها الموقع الرسمي للنقابة نفسه..وستبقى للتاريخ الذي لن يمحى.
ــ أهيب بكل القوى الإعلامية الحية والزملاء والزميلات بالنقابة الوطنية أن يعوا جيدا اللحظة التاريخية التي يمر منها قطاع الصحافة والإعلام بوطننا وأن يتحملوا مسؤولياتهم بالنضج الكافي المطلوب ولا يغامروا بالمستقبل، فتأسيس مجلس بمواد خام مغشوشة لن يؤدي سوى إلى انهيار الصرح كله. تدمير بعض من أعصابنا أو صحتنا أهون علينا من هدم بيت المهنة نفسها.. وبأيدينا.
والسلام
أحمد الجلالي
ــ عضو المجلس الوطني الفدرالي
ــ عضو مؤسس لتنسيقية الصحافة الالكترونية”

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد