القمة العربية..الأسد واثق..مركزية فلسطين..زلنسكي ذلك الضيف الوقح

الشوارع ــ متابعة

انتهت القمة العربية في السعودية وأكد «إعلان جدة» على مركزية القضية الفلسطينية، ودعا إلى تغليب لغة الحوار وتوحيد الصف لحل الأزمة السودانية، كما رحب بعودة سوريا إلى محيطها العربي، ودعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن، حاثاً كافة الأطراف اللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية.

وبهذا يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد حقق كثيرا من أهداف أجندته لإعادة الرياض إلى دورها المحوري الثقيل في المنطقة العربية، بعد أشهر من إحداث الاختراق غير المتوقع عبر إعادته العلاقات السعودية الإيرانية إلى طبيعتها بعد سنين طويلة من التناطح السياسي والإعلامي والشحن عبر بوابة الطائفية والبعبع النووي.

وأعلن بن سلمان اعتماد «إعلان جدة» بعد موافقة القادة العرب في ختام «قمة جدة» التي عُقدت يوم الجمعة. وشدد «إعلان جدة» على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على الأسس والقيم والمصالح المشتركة والمصير الواحد.

  وليس خافيا أن قمة جدة انعقدت في ظرف دولي حساس جدا تطبعه الحروب والتجاذب نحو تأسيس عالم متعدد الأقطاب لن يكون للعرب فيه مستقبل دون اختبار الحليف الصحيح في الوقت الصحيح والتموقع بحس استراتيجي براغماتي وعقلاني.

ولعل العرب باتوا يدركون أن المظلة الأمريكية لم تعد يعول عليها كما في السابق وأن على كل ذي خيمة أن يحمي عمود خيمته من السقوط اعتمادا على الإمكانات الذاتية واستنادا إلى المصالح المشتركة مع الجوار أولا. وبهذا يكون من قالوا إن “الجامعة العربية عادت إلى الحضن السوري لأن سوريا أصلا لم تترك البيت العربي” لم يجانبوا الصواب.

وطبعت هذه القمة أمور لم يكن بوسع المراقبين التغاضي عنها، ومنها على وجه الخصوص:

ــ مصافحة الرئيس السوري لعدد من القيادات العربية ومن بينها أمير قطر، علما أن الدوحة كانت تعارض عودة سوريا للجامعة بله حضور الرئيس الأسد، وهو ما يؤشر للثقل السعودي والعماني في لملمة الخلاف.

ــ غياب الرئيس الجزائري عن القمة رغم أن بلاده هي من كانت ترأس القمة إلى حدود ما قبل انعقاد قمة جدة. وقد تحدثت تقارير إعلامية شبه متطابقة عن غضب جزائري رسمي مكتوم مما حصل من ترتيبات في الرياض قبل وأثناء القمة “من وراء ظهر” النظام الجزائري.

ــ غياب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يؤشر إلى التنافس الخفي بين الأخت الكبرى السعودية وشقيقاتها العربيات في منطقة عربية تطبعهاالمصالح أولا ثم التسابق على الريادة الإقليمية بين شيوخ الخليج وقائد سعودي شاب يتوق لإثبات جذارته بولاية العهد ولعب أدوار دولية تساوي ثقل بلاد الحرمين اقتصاديا وسياسيا وروحيا.

غياب الملك محمد السادس عن هذه القمة، ولو كان حضر لكانت مشاركته ستعطي بلا شك زخما لهذا الموعد العربي. ويبدو أن المغرب قد اختار منذ سنوات سياسة عربية تنبني على معادلة ألا يقاطع اللقاءات العربية وفي نفس الوقت لا ينغمس فيها إلى القاع.

ــ دعوة زلنسكي كضيف للقمة، وقد كان حضوره لافتا ولكن ليس بمعنى مشرق بل خلاف ذلك أطال أكثر من اللازم في تدخله، وحاول إلقاء محاضرة في السياسة على مضيفيه وذلك خارج أي عرف أو ذوق سياسي متعارف عليه. أكثر من ذلك، اشتكى رئيس أوكرانيا وبكى حال بلاده والظلم الروسي لها وكان من قلة الذكاء بما يكفي بحيث لم يحاول حتى نفاق أو مغازلة العرب في قضيتهم الأولى فلسطين حيث يباد شعب بأكمله يوميا منذ ما قبل ولادة الممثل زلنسكي نفسه.

www.achawari.com

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد