الكبار يرحلون تباعا…طلحة جبريل يرثي “السنجابي فريموس”

الشوارع/المحرر

من نافلة الملاحظة أن كبار فناني المغرب ومبدعيه وقاماته الأدبية والصحافية باتوا خلال السنوات الأخيرة وكأنهم يتسابقون نحو السفر الأخير. قبل أيام قليلة رحل عن دنيانا الصحافي القيدوم المخضرم حسن عمر العلوي. رثاه كثيرون لكن المرثية الأكثر إيلاما وإنصافا وعمقا في وصف شخصية المرحوم كانت ــ برأي الشوارع ــ ما نشره الصحافي طلحة جبريل عبر تدوينة فيسبوكية، هذا نصها حرفيا.

   وداعاً “السنجابي” .. وداعاً “فريموس”

أحزان هذا العام تترى.لا‌ أبحث عن الحزن..فهو يعرف عنواني جيداً. في حزن يوم من أحزان هذا العام رحل عن دنيا الناس الصديق القديم حسن عمر العلوي . خبر مفجع .

جمعتني مع حسن العلوي المهنة، اقترحت عليه الالتحاق بمكتب صحيفة “الشرق الأوسط” في الرباط، لم يتردد. عملت معه ومع كتيبة صحافية متميزة ،أذكر منهم من بقي في الذاكرة  ودون ترتيب، محمد بوخزار ،علي أنوزلا ، عبد القادر الشاوي ، عبد اللطيف الصيباري ، محمد الأزهري، ضرغام مسروجة ، هاديا سعيد، سميرة مقداد ، محمد الراوي، بنعيسى الفاسي، محمد الصيباري ، لحسن مقنع ، محمد ضاكة ، مصطفى الشرقاوي ، خالد المختاري ، عمر الأنواري، وسعيد مطهير.

أترحم على الذين غادروا دنيا الناس هذه ، وتمنيات طيبة للذين يخوضون في دروب المهنة والحياة المتعرجة .

كان وجود حسن العلوي ضمن أفراد هذه الكتيبة المتميزة، متميزاً . كان بالنسبة لنا جميعاً ذاكرة حية، ومصدراً لكم هائل من المعلومات في التاريخ والسياسة والصحافة. يلتقط الأفكار بسرعة فائقة، ويمقت عدم الدقة في الكتابة الصحافية . في أمسيات وليالي السمر مع أصدقائه، يكون اللولب والنجم، ينظر، يتذكر، يستدرك، يحلل،يستنبط، ويضفي على الجلسة الكثير من روح الفكاهة والمرح .

عاش في حياته ظروفاً متقلبة ومعاناة من بطالة ظالمة، بمقدورك أن تقرأ الصعوبات على وجهه لكن لا تسمع الشكوى أبداً على لسانه، لا تسمع منه سوى الطرائف والقفشات والمستملحات.

لم تكن تنقصه النكتة ولا الكياسة ولا المرونة ولا الصلابة. لم يكن جافاً فيقطع ولا طرياً فيعصر. في بعض الأحيان يفاجئك بصلابته، وتارة يكون مرناً إلى أبعد الحدود. يملك قدرة على التحكم بالكلمة والحركة،حلاوة حديثه تطرب، أحياناً يظهر بقناع الاعتدال وتارة بوجه التشدد، يعرف كيف ومتى يعاند ويكابر أو ينساب ويختفي .  عقله البارد ساعده على تحمل الأزمات بلا انفعال، وقلبه الحار جعله يقبض على المبادئ التي آمن بها.

عاشر شخصيات سياسية مهمة، وخرج بخلاصة مفادها أن سياسياً لا يتقن الإعلام يبقى محدود التأثير وفاشلاً.

في أيامه الأخيرة وكما علمت من قريبين منه عاش مع الحياة والموت تحت سقف واحد . لا أزعم شيئاً عن سنواته الأخيرة، إذ باعدت بيننا الأزمنة والأمكنة، وانقطعت أخباره عني. عاش فترة عصيبة منعزلاً ومتحسراً على ما عرفته الصحافة والصحافيون .

وقف إلى جانبه خلال هذه الفترة بمروءة وكرم عثمان العمير الذي كان رئيس تحرير استثنائي لصحيفة “الشرق الأوسط”.

اختم وأقول وداعا “السنجابي” كما كان يلقبه بوخزار، وداعاً “فريموس” كما كان يناديه أصدقاؤه، وإلى جنان الخلد”.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد