بصم الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر على أسلوب شعري غير مسبوق انحنى له إجلالا نزار قباني ولو في أواخر حياته. شاعر اللافتات والاحتجاج الشعري مطر المنفي في بريطانيا منذ عقود تحدى الصمت والتلعثم وقال كل شيء عن مدن الملح العربي وما جاورها.
الشوارع/من لافتات أحمد مطر
أكاد لشدة القهر
أظن القهر في أوطانـنا يشكو من القهر ،
ولي عذري ،
فإني أتقي خيري لكي أنجو من الشر ،
فأخفي وجه إيماني بأقنعة من الكفر ،
لأن الكفر في أوطانـنا لا يورث الإعدام كالفكر ،
فأ نكر خالق الناس ،
ليأ من خانق الناس ،
ولا يرتاب في أمري ،
وأحيي ميت إحساسي بأقداح من الخمر ،
فألعن كل دساس ، و وسواس، وخناس،
ولا أخشى على نحري من النحر ،
لأن الذنب مغتفر وأنت بحالة السكر ،
ومن حذري ،
أمارس دائما حرية التعبير في سري ،
وأخشى أن يبوح السر بالسر ،
أشك بحر أنفاسي ،
فلا أدنيه من ثغري ،
أشك بصمت كراسي ،
أشك بنقطة الحبر ،
وكل مساحة بيضاء بين السطر والسطر ،
ولست أعد مجنونا بعصر السحق والعصر ،
إذا أصبحت في يوم أشك بأنني غيري ،
وأني هارب مني ،
وأني أقتفي أثري ولا أدري ؛
إذا ما عدت الأعمار بالنعمى وباليسر ،
فعمري ليس من عمري ،
لأني شاعر حر ،
وفي أوطاننا يمتد عمر الشاعر الحر ،
إلى أقصاه : بين الرحم والقبر ،
على بيت من الشعر
ملحوظة: الأعمال الكاملة لمطر موجودة في المكتبات المغربية وحتى في بسطات على شارع محمد الخامس بالرباط، بما فيها "اللافتات" التي كانت تهرب نسخا مطبوعة، مثل باقي الممنوعات، بين مثقفي المغرب والعالم العربي في ثمانينات القرن الماضي وحتى في تسعينياته.
www.achawari.com