الشوارع/المحرر
استأثرت أحداث العنف الكبير خلال عملية اقتحام سياج مليلية المحتلة على الرأي العام المغربي والأفريقي وأدت إلى إصدار المواقف والمواقف المضادة.
وقد أودت هذه الأحداث بحياة عدد من المهاجرين الأفارقة والذي تضاربت الروايات حوله ما بين 18 و 23 وأكثر من ذلك، فضلا عن عشرات الجرحى في صفوف المهاجرين والقوات العمومية أثناء تنفيذ المهاجرين لواحدة من أكبر عمليات الاقتحام الجماعي للسياج الحدودي بين المغرب ومدينة مليلية السليبة.
وفي السياق نفسه، اجتمع السفراء الأفارقة المعتمدون بالرباط أمس الأحد في الرباط مع مسؤولين في وزارة الخارجية المغربية، تبعه تصريح لعميد السلك الدبلوماسي الإفريقي وسفير الكاميرون بالمغرب، محمدو يوسفو، عبر فيه عن شجبه الاقتحام الذي أقدم عليه مهاجرون غير قانونيين على مستوى الناظور، مؤكدا أن الدبلوماسيين الأفارقة يقفون، كما كان عليه الحال في الماضي، إلى جانب السلطات المغربية لوضع حد لهذا الوضع.
وتابع قائلا: “نحن نقف، كما في الماضي، إلى جانب السلطات المغربية لوضع حد لهذا الوضع الذي لا يشرف بلداننا ولا يشرف إفريقيا بشكل عام”.
لكن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي محمد، شجب ما سماه “المعاملة العنيفة والمهينة للمهاجرين الأفارقة” يوم الجمعة خلال محاولة دخول جماعية إلى مليلية، وطالب بفتح تحقيق في هذه المأساة.
وغرد موسى فقي مساء الأحد قائلا “أعبر عن مشاعري العميقة وقلقي في وجه المعاملة العنيفة والمهينة للمهاجرين الأفارقة الذين كانوا يحاولون عبور حدود دولية بين المغرب واسبانيا”.
ودعا فقي “إلى إجراء تحقيق فوري في هذه القضية وأذكر جميع الدول بالتزاماتها بموجب القانون الدولي معاملة جميع المهاجرين بكرامة ووضع سلامتهم وحقوقهم الإنسانية في المقام الأول، مع الحد من أي استخدام مفرط للقوة”.
تعليقنا:
ــ الموقفان الأفريقيان المتناقضان يجعلان السؤال عن مكان وجود القرار الأفريقي بالضبط.. مشروعا.
ــ إذا كانت المعاملة المتميزة التي يتمتع بها مهاجرو أفريقيا جنوب الصحراء على أرض المغرب لا تجعل أفريقيا كلها تشكر الرباط على الأقل، فهذا يعني أن خللا كبيرا يشوب تصورنا عن كيف ينظر إلينا "الأشقاء الأفارقة" وبالتالي ضرورة مراجعة العلاقات المغربية الأفريقية لنعرف مستقبلا كيف نتعامل وما مقابل "الفشوش" الذي نلاقي به سكان قارتنا في مغربنا.
ــ وبناء عليه، ألا يجب على الدولة المغربية أن تقوم بالنقد الذاتي بين الفينة والأخرى لسياستها تجاه ملف الهجرة عموما، إذ لا يعقل أن نخفض جناح الرحمة والأخوة ونقدم "البراني "حتى على أبناء البلد ــ حالة البائعين الجائلين نموذجا ــ وفي الأخير.. "تشجب" مفوضية الاتحاد الافريقي رصيدنا الوطني في هذا الصدد.
وأخيرا، فليس قدرا أن يظل المغرب حارسا لمؤخرة أروبا..وإن كان ولا بد فيجب أن يكون المقابل امتيازات ضخمة للمغرب دولة وشعبا...قبل أيام فقط علمنا أن فرنسا رفضت منح التأشيرة لعشرة آالاف مغربي...طفرناااه مع الاتحاد الأوروبي...
www.achawari.com