الشوارع/المحرر
مرت على انتهاء شهر رمضان الأبرك أيام وأسابيع وألقى الناس في رفوف الماضي السجال الذي رافق شهر صيام حول مسلسل "الشيخات"، ولكن قليل من المغاربة من سيصدق أن هذا المسلسل خرج من شاشة التلفزة ليتمشى على الأرض ويحط رحاله بعدته "الموسيقية" من طعارج وبنادر وباقي "دوزان" الشغل.
لسان حال الواقعة يقول، تقليدا لصاحب قصيدة المطعم البلدي بطنجة،إذا كان في المغرب ما يشان به فإن بقلعة السراغنة" المستشفى البلدي".
نقصد بالمستشفى هنا المستشفى البلدي بقلعة السراغنة، الذي تحول من مؤسسة صحية تدعى "السلامة" إلى مكان تطلب فيه سلامة المرضى دون أن تدرك. فما الحكاية يا ناس؟
القصة وما فيها يا سادة، أن مدير المؤسسة والذي هو عينه المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحكاية الاجتماعية، وبدل أن يحمي صحة الناس ويسهر ليلا ونهارا على راحة عباد الله، ارتأى جنابه أن يحول المؤسسة إلى قاعة أفراح ورقص على جروح ونكبات المرضى..والمناسبة عقيقة في بيت سعادته.
ولكي يؤكد المسؤول نفسه لنفسه أنه فرحان استدعى مجموعة شعبية لـ"الشيخات" وهات يا نشاط إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس، وطبعا اتخذ الاحتياطات "اللازمة" كي لا يصور أحد هذا المهرجان الصحي الاجتماعي، ولكن تكنلوجيا القرن الحادي والعشرين حملت شعار "ديرها غير ازوينة"، فكان هناك من فاعلي الخير من صوروا "الملحمة" وسربوها إلى أن وصلت إلى "الشوارع" نسخ منها بالصوت والصورة.
وقد جعل هذا الوضع المخزي الأطر الصحية والتمريضية في موقف سوريالي بحيث كان عليهم المرور بين موائد المدعوين وكراوع الحاضرين ليصلوا إلى مصالح عملهم للقيام بواجب خدمة المرضى وليس الشطيح والرديح من أجل عقيقة "السيد المندوب".
والحقيقة أن المندوب الحقيقي ــ من الندوب وليس الانتداب ــ ،والحالة هذه، هو المواطن ذو الندوب الغائرة في الروح والبدن من فرط حماقات وتهور كثير من المسؤولين سيما في مجال الصحة التي أصبحت طموحات ملك البلاد للرقي بها في داو و"فعايل" غير قليل من المسؤولين عن القطاع في واد آخر...واد غير ذي زرع نقصد.
طبعا، أمام هذه المنكرات الغريبة على المغرب حتى في أكفس مراحل تاريخه، تضرب الفعاليات الحقوقية محليا وجهويا كفا على كف متسائلة عن توقيت وحجم وصرامة تدخل وزير الصحة آيت الطالب لتنظيف هذه المؤسسة ولملمة بقايا الحفل الفضيحة، حفظا لماء وجه الوزارة والأطر المناضلة فيها من أعلى المصالح إلى أبسط الموظفين.
ونقترح على آيت الطالب، بهذه المناسبة المؤسفة أحد أمرين: إما أن يغير اسم المستشفى من "السلامة" إلى اسم آخر أو يبقي على الاسم بشرط أن يؤدب أصحاب الخزانة والقيطون ثم ينصب يافطة على باب المؤسسة بحروف مذهبة بارزة مقتطفة من أغنية "السلامة" لناس الغيوان:
السلامـــــــة السلامـــــــة السلامـــــــة
السلامــــــة يا مولانا
هاد بنادم ولى مقهـــــــور بانـــــت فيـــه
العلامـــــة
أنت عالم كلك ضــــــرور امتــــى تبـــــان الســلامة؟
www.achawari.com