إلى أن يظهر “أسامة عجارمة” مغربي في برلماننا ..Take this big TOZ

الشوارع/المحرر

فجأة صار العالم كله يعرف نائبا برلمانيا شابا في الأردن إسمه أسامه العجارمة.وصار الشاب مركز اهتمام الرأي العام ببلاده وعلى الانترنت أيضا متصدرا “الترندات”.

قصة العجارمة باختصار تتلخص في ثورته بوجه رئيس البرلمان الأردني ومطالبته له بتخصيص جلسة طارئة تحت القبة على المباشر للإجابة عن سؤال واضح: لماذا انقطع التيار الكهربائي عن الأردن لها قبل أيام لمدة ست ساعات؟ وهي الواقعة التي قدمت بعض الجهات الرسمية بعمان تفسيرات سخيفة لها من قبيل أنه ربما عصفور كبير/غراب هو من تسبب في ذلك الانقطاع الذي تزامن مع زحف عشرين ألف عربة من كل الاتجاهات في اتجاه الحدود من فلسطين المحتلة لاختراق الحدود أيام العدوان على غزة واستبسال رجال المقاومة.

رئيس البرلمان أراد الالتفاف على مطلب النائب الشاب ابن عشيرة العجارمة لكن الأخير أصر، ما أدى إلى تشنج أدى إلى قول أسامة: طز في النواب وفي القانون الداخلي.

ولأن النواب يتوفرون على آذان حادة فقد سمعوا “طز” ولم يلقوا سمعا للب الموضوع فقد اعتبروا ابن العجارمة أهانهم وطالبوه بالاعتذار لكنه أبى بل وقال لرئيس المجلس متحديا: افصلني.

تطورت الأمور وقام المجلس بتجميد عضوية النائب لمدة سنه فما كان منه إلا أن رمى الاستقالة في وجوه المجلس واستعصم برأيه وعزة نفسه.

أسامة لا يخفي أراءه ولا يلوك الكلام في فمه قبل النطق. جمع بين رباطة الجأش وفصاحة اللسان و الاعتداد بهويته العربية الإسلامية. ذلك ما يبدو سواء في تدخلاته بالبرلمان أو في لقاءاته الخطابية.

ثارت ثائرة العشيرة ونصبت الخيام في أطراف عمان للاحتجاج، وتطورت الأمور إلى احتكاك مباشر مع قوى الأمن من قبل أبناء عشائر مسلحين برشاشاتهم.

يمثل أسامة نموذج الشباب العربي الواعي وغير الخائف من التعبير على سجيته وتسمية الأمور بمسمياتها دون تكلف ولا وجل، وهو ما جعل منه بطلا لدى الشعب الأردني الذي وجد فيه ناطقا شعبيا باسمه ومعبرا عن آلامه وتطلعاته معا.

ولا يماثل حالة أسامة بالبرلمان الأردني سوى بعض التشابهات الساخنة مع بعض نواب برلمان الكويت حيث تعيش البلاد هامشا من الديمقراطية.

أما في المغرب فإن رتابة الحياة التشريعية منذ عقود جعلت برلماننا نوعا من السيرك، بتعبير الراحل الحسن الثاني، بدل أن يكون حرما شعبيا له هيبته.

وقد مضت عقود على برلماننا دون أن ينجب أي “عجارمة” بنكهة برلمانية. وأقصى ما نتذكر خبط الاتحادي التائب ولعلو على المنصة ذات ماض لن يعود.

نحتاج من يخبط الطاولات بصدق وينطق بصدق وينفعل بحرقة. نحتاج من يتحدث بلسان من ليست عينه على التعويضات والأجر السمين وباقي متاع الحياة الفانية.

نحتاج من يؤمن بحصانة الشعب الذي منحه أمانة تمثيله وليس لمن يسبح بحمد الزعيم ويقاتل للبقاء في القبة حتى عبر أخبث طرق الفساد وأشدها التواء.

نحتاج لمن يمثلنا لا إلى من يمثل علينا، بلا مواهب حتى. نحتاج لمن يقول طز كبيرة حين يقتضي الأمر ويرمي الاستقالة في وجوه المنافقين ويصفق الباب ويعود إلى حضن الجماهير التي أوصلته إلى البرلمان في مهمة وليس ليبقى فيه خالدا مخلدا.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد