بالمغرب..متى يقبرون الفساد؟ بالمغرب..متى يدفنون ثقافة الريع؟

الشوارع

بينما يحتاج المغرب في هذا الزمن الوبائي العسير إلى سن سياسة ترشيد وتقشف حقيقية لتوفير الدرهم والدولار واليورو للقادم من الأيام الاقتصادية السوداء، لا يبدو أن نخبتنا السياسية والحزبية يعنيها أمر آخر غير مراكمة الثروات والإمعان في الريع والشللية.

ويعيش البرلمان المغربي والأحزاب هذه الأيام حمى فيروس وباء الانتخابات على بعد سنة من تاريخ إجرائها. ولا يهم القوم فقير ولا محتاج ولا مريض ولا دواء بقدر ما يلهثون خلف الكراسي لهم وللمقربين. كما لا يرعوون في المزايدة على الشعب المطلوب منه منحهم الأصوات..والباقي لا يهم.

ورغم أن عبد الله بوانو، رئيس لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، أعلن وجود اتفاق حول إنهاء تقاعد البرلمانيين وتصفيته بصفة نهائية، فإن الأمر لا يعدو كونه مناورة، ذلك أن حزبه مثلا يمسك على التعويضات بالنواجد والقواطع وطالما تلكأ في التصويت ضدها.

ولئن كان بوانو  صرح خلال اجتماع لجنة المالية لتقديم مقترحات قوانين حول معاشات أعضاء مجلس النواب بأن  “جميع أعضاء مكتب اللجنة” أكدوا ضرورة تصفية قانون معاشات “نواب الأمة”، و”تم الاتفاق باش متبقاش شي حاجة سميتها معاشات النواب ومكينش شي حاجة سميتها إصلاح الصندوق”، فإن القطع الحقيقي مع الريع لا يتوقف هنا فحسب بل يستلزم أن تصبح السياسة خدمة عمومية والنيابة عن الشعب تطوعا لا مهنة تذر تعويضات مجنونة في بلد مصنف في ذيل التنمية البشرية.

وكشف بوانو أن رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، أكد بدوره ضرورة إنهاء تقاعد البرلمانيين وعدم إصلاحه، بل تصفيته بشكل نهائي، وأضاف أن “هذا القرار جاء بإجماع مكتب الغرفة الأولى”.

وإن كان بوانو يرى أن “رسالة مجلس النواب واضحة اليوم، وهي إنهاء عهد معاشات البرلمانيين” فإن الرسائل التي يجب أن يلتقطها هو وحزبه وباقي الأحزاب التي تتطاول بأعناقها متطلعة للزيادة في عدد مقاعد البرلمان هي التالية:

ـــــ الشعب لا يحتاج مزيد مقاعد ولا غرفتين بل بحاجة للأموال التي تلهفونها منه في لا طائل

ــــ الشعب لا يريد غرفا مضاء ولا مظلمة بل يتطلع لنور المعقول فقط والتطبيق الحرفي لخطابات الملك

ــــ الشعب يسخر من ديموقراطيتكم ومن خطاباتكم وتقرفه وجوهكم وأصواتكم…حلوا عنه…ها العار

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد