إعفاء مندوب الصحة بالسراغنة..قدر الكفاءات التي لا تنتمي إلا لوطنها وضميرها

الشوارع/متابعة

في وقت تتسابق فيه حكومات العالم بأسره على اقتناص الكفاءات الطبية والعلمية لمكافحة فيروس كورونا وما بعدها من آثار وخيمة على الإنسان،وتثمن الكوادر الطبية لمزيد من العطاء لربح رهان مصيري لبقاء الجنس البشري فوق الأرض، يسير مسؤولونا في اتجاه تأبيد “الطريقة البلدية” التي تقول بـ”حكمة” مفادها “سوس عليا لي مشادش معانا الخط”، وفي الحقيقة هي خطوط كثيرة ملتوية مثل الأفاعي تلتقي رؤوسها في المصالح الضيقة والشخصية،وأكثر شيء يمقته مسامير الميدة هو الكفاءة والاستقامة.

ومن عجائب مغرب به كائنات تحارب الحاضر والمستقبل أن يتم إعفاء الدكتور مولاي عيد المالك المنصوري من منصبه كمندوب جهدي لإقليم قلعة السراغنة، في وقت أوصل فيه الحالة الوبائية للمنطقة إلى صفر حالة، فكان جزاؤه بـ”صفر” عرفان بالجميل.

كنا نظن أن وزير الصحة، خالد ايت الطالب، سيكون وزيرا مختلفا، لكنه أثبت العكس تماما بإقدامه على قرار  أعفاء المندوب الاقليمي للصحة بقلعة السراغنة من مهامه بشكل عجائبي، تماما كما فعل مسؤولون كثر في مجالات لا حصر لها مع أية كفاءة أطلت برأسها ووجهها المشع على مغرب المستقبل الممكن.

وبينما يلتزم المنصوري الصمت بعد هذا القرار، فإن مميزاته وشهادات المسؤولين من أصغرهم إلى عامل الإقليم، مرورا بالحلقة الأساس، وهي المواطنون الذين لاحظوا الفرق في التسيير والعمل والمعاملة منذ تولي الرجل مهامه في تلك الربوع من المملكة، كلها أصوات تتحدث نيابة عنه أمام قرار جائر لا مبرر له خصوصا في هذه الظرفية الحرجة.

 مما لا شك فيه أن المنصوري باستقامته وروح التطوع التي تربى عليها لم يكن ليسكت عن الأوضاع الصحية في الإقليم ولا جدال أنه كتب عنها تقارير مفصلة لوزير الصحة أملا في علاج كل أمراض القطاع بالإقليم.ومثل هذه الشجاعة أبدا لا تروق بل تزعج لمن يفضلون بقاء الوضع كما هو فيعمدون إلى الطرق السهلة وهي التضحية بمن يبتغي الإصلاح والتغيير بدل رش الوضع الموبوء بمبيدات المحاسبة والمعقول.

  إن “جرائم” المنصوري التي يستحق عليها الإعدام المهني والوظيفي كثيرة ولكن أبرزها:

ــ العمل الإداري الدؤوب في تواضع الطبيب المتفهم لطبيعة المهنة والمقدر للضغوطات التي يعانيها مرؤوسوه المشتغلون معه، في حين هذا سلوك مرفوض و “الصح” أن يكون متعجرفا أنانيا جلفا قاسيا..

ــ العمل كمسؤول إداري أقليمي مقرونا بالممارسة الميدانية كطبيب جراح، وهو ذنب لا يغتفر…و “الصحيح” أن يتعالى عن ذلك العمل وأن يقتل في روحه حب المهنة وإنقاذ الأرواح بيديه اللتين أجرتا ألف ومئات من العمليات.

ــ نشر ثقافة العمل التطوعي التي تشهد عليها قافلته إلى الحسيمة أيام الزلزال، وهي حكايات تستحق أن تروى..بينما “الأصل” أن يقطع مع أي تطوع وأن ينظر بدل هذا “الهراء” إلى الكيفيات التي يمكن أن “يدير بيها علاش يولي” ويضرب حساب “دواير الزمان” ولم لا أن يدخل في صفقات صمت وتواطؤات تؤدي إلى توافقات والنتيجة “يدير لاباس ومريضنا ما عندو باس” ولهلا يداوي شي مروكي.

 

  www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد