عاجل جدا..اكتشاف معدن “الأخلاق الحميدة ” لرموز السياسة بالمغرب

أحمد الجلالي

معاشر المغاربة لا تيأسوا، كورونا سوف تمضي، ومازالت الخيرات في بلادنا إلى يوم الدين: ببلادنا فائض من الماء والكلأ والخبز والأحزاب والنقابات والجمعيات والوزارات  والكذب…والأخلاق.

نعم مازال في الناس خير والدليل أن واضع مسودة قانون التكميم السوداء، الوزير المدعو بن عبد القادر يعاني من تخمة في الأخلاق، وهي الأخلاق نفسها التي منعته من الخوض في السجال الدائر حول قانون كوريا الشمالية الذي أخطأ مساره وحط رحالة بالمملكة المغربية.

كلهم، ساستنا البواسل، يتمتعون بأخلاق لا مثيل لها في العالم كله، وبسبب هذه الأخلاق السياسية فهم يمتنعون عن أشياء كثيرة ويقومون بأمور أخرى لا تخطر على بال مخلوق.

ولكي تفهموا الدرس جيدا وتقدروا الناس حق قدرها هاكم أمثلة واضحة عن مخزون الأخلاق السياسية في ساحتنا السياسية والنقابية والحقوقية والإعلامية.

الوزير بن عبد القادر: أخلاقه السياسية قالت له حرام يا رجل أن يظل المغاربة يسرحون ويمرحون علا منصات التواصل الاجتماعي وعليك “إكرام وفادتهم” بقانون الكمامة بدل “كمامات كورونا” النادرة هذه الأيام. ولكن أخلاقه واضع مشروع القانون تمنعه من الخوض مع الخائضين في سجال هو من تسب فيه.

العثماني، رئيس الحكومة، يتمتع بأخلاق سياسية سامية تجعله يمتنع عن الإصغاء لكلام الفيسبوكيين، لكن أخلاقه الحميدة لا تمنعه من نشر ما يريد كرسائل للمغاربة عبر الفيسبوك والتويتر.

سلفه بنكيران قمة في الأخلاق السياسية فهو مع الشعب ضد نهب أمواله، ولكن أخلاقه الأمارة بالفخفخة لم تحل بينه وبين تقاعد سمين جدا بسبعة ملايين، فيما أرامل كثير من شهداء الوطن لا يتقاضين ما يفوق مصروف ثلاثة أيام.

أخنوش تأمره مخزونات أخلاقه الليبرالية بالوقوف ضد مشروع هذا القانون هو وحزبه، ولكن “إيرينيته” لم تنهه عن الاستمرار في بيع مازوطه وباقي محروقاته بأسعار حارقة للشعب في وقت تدنت فيه أثمنة البترول إلى أسفل سافلين.

 مناضلو الاتحاد الاشتراكي في كثير من الجهات أصدروا بلاغات “نارية” تحت وخز ضميرهم الأخلاقي، ولكن ذلك الضمير لم يوح لهم بطلب إقالة وزير الكمامة والساعة الزايدة.

الوزير أمكراز متعه الخالق بأخلاق سياسية دفعته لرفض القانون إياه، ولكن الله سبحانه لم يفتح عليه يوم الاجتماع الحكومي بأن يقف ليقول اللهم إن هذا تشريع منك، وعلى منواله نسج وزير حقوق الإنسان، الرميد،فلم ينبس ببنت ولا ولد شفه يوم الاجتماع، وهي أخلاق في شرعته لا تتناقض مع التبرؤ لاحقا من مسودة قانون التكمام.

الحركة الشعبية أكرمتها السماء بفارس مغوار اسمه العنصر تجرأ ورفض القانون إياه، ولكن أخلاقه السياسية الرفيعة لم تدفعه للاستقالة كي يترك لشباب الحركة أيضا فرصة باش يدوروا الحركة.

نبيل التقدم والاشتراكي يتميز عن الجميع بأخلاق شيوعية أصيلة تجعله دوما وأبدا في صف الجماهير، لكن من فرط خلقه السياسي فلم يجد غضاضة في التحالف مع أصوليين من أجل الكراسي الحكومية الساحرة.

بوعياش، رئيس مجلس حقوق الإنسان اخلاقها الحقوقية قلبا وقالبا مع حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا، ولكن أولوياتها لا تصل إلى الملفات الحقيقية الحارقة في البلاد، وتكتفي ــ بوازع أخلاقي طبعا ــ بالخوض في ضرورة إصلاح القانون الجنائي المغربي حتى يفطر وكالو رمضان على راحتهم ويمارس الناس حريتهم الجسدية مثل باقي الأمم المتحضرة، وحتى ننهي مع “زعزعة عقيدة مسلم” وبالتالي تستقيم أخلاقنا وتصبح مثل أخلاق ساستنا حفظهم الله لنا.

أمجاهد، رئيس صحافة المغرب والعالم كاااع،لا أحج يستطيع أن يجادل في علو كعب أخلاقه السياسية، وبفضل جودتها لا يجد مانعا ولا تناقضا ولا تعارضا ولا تضاربا أن يكون قياديا في حزب الوردة وناطقا باسمه ثم يرأس مؤسسة وطنية خاصة بحرية التعبير، مع ما تقتضية المهمة مسؤولية وحيادية وتجرد.

البقالي، الرئيس النقابي والقائد الاستقلالي، يتميز على الخصوص بتجاوز الجميع في منسوب الأخلاق السياسية والمهنية، ولهذا كان لابد أن يبرهن على مكرمة الأولياء الصالحين هذه فجمع بين ثالوث تفرق في غيره: رئاسة نقابة الصحافة وعضوية مجلس الصحافة وترؤس لجنة منح البطاقة، وهكذا يمكنه في أية لحظة أن يعتمر قبعة مناسبة للسياق و”يتسيف” على خصومه أو منتقديه، إلى حد بمقدوره أن يعطيك درسا في السياسة ثم يقلبها نضالا ضدك باسم النقابة وإن أفلتتك سهامه قد “يلوي عليك” في الدورة باعتباره رئيس لجنة البطاقة العجيبة.

أما مخاريق الاتحاد المغربي للشغل فقد وصل إلى حد المعجزات والخوارق النضالية ما يجعلنا نخجل من إدراجه ضمن آخرين فقط، بينما أخلاقه النقابية الرفيعة تستحق كتابا سميكا، والدليل أنه باق حتى النهاية البيولوجية الحتمية، باق على رأس الاتحاد وإن واجه معارضة التوجه الديمقراطي سوف يحاربهم حتى الدحر بكل”ديمقراطية”.

هذه مجرد نماذج وأمثلة كي تدركوا أيها المغاربة كم أنتم محظوظون بساسة كلهم أخلاق حميدة، فلتشكروا ربكم على كل هذه النعم، وادعوا دائما ألا يسلط عليكم زعماء مثل ميركل أو جونسون أو سانشيز…وادعوا لهؤلاء أيضا ألا يبتليهم ربهم بناخبين مثلكم.  

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد