ميلود زهري “ابن البادية”.. أو شكري الألفية الثالثة المغمور

 الشوارع

حسنات الإعلام البديل، أو ما يسمى الشبكات الاجتماعية كثيرة، خصوصا لمن أرخى السمع جيدا و أمعن النظر في ما ينساب أمام ناظريه من معطيات وصور وكتابات و سعة خيال.

وباختلاف الأذواق وما يعتمل بالنفوس تتنوع وجهات مرتادي الشبكة العنكبوتية.و للناس في هذا العالم الأزرق غايات، ولكل وجهة هو موليها.

تتجول “الشوارع” بانتظام بين المواقع و الصفحات قصد المواكبة الإعلامية فتلتقط فكرة هنا وأخرى هناك، وتترصد زلة مسؤول هنا و روح تمغرابيت هناك..وهكذا.

من بين الصفحات، أو لنقل الحسابات التي أثارتنا صفحة مغربي اسمه ميلود زهري، الذي يسمي نفسه “ابن البادية”، وهو فعلا ابن البادية المغربية الجميلة. ميلود، الشاب الأربعيني، ربما انضم للفيسبوك من باب الترفيه أو الرغبة في التواصل، لكن النتيجة كشفت أمورا يجب التوقف عندها.

ـــ لا مبالغة أن ما يدونه هذا المغربي المتواضع بعفوية مفرطة يفوق بكثير ما قرأناه ونطالعه مما يخطه كثير ممن يتسيدون الساحة الأدبية في المغرب والبلاد العربية، ومن يشكك في الأمر فما عليه سوى الاطلاع على صفحة زهري.

ـــ يتوفر هذا الشاب على مؤهلات أدبية وإبداعية ستجعل من يطلع عليها دون خلفية معلومات عن صاحبها سيظن أن تلك النصوص لأحد القصاصين الكبار من حجم الراحل زفزاف، على الأقل. ويتوفر هذا الكاتب الفطري المغمور ــ وحرام أن يبقى هكذا ـــ يتوفر على دربة أدبية وقدرة فريدى على نحت الصور والشخوص وإجراء الحوار بينها بشكل مدهش.

ـــ أسلوب زهري ينهل بلا شك من قراءات رصينة دامت لسنوات، فالزاد اللغوي والقدرة على التحكم في الجملة والصورة واللعب بالكلمات وعليها بسلاسة كلها تنضج بالشيء الكثير عن إمكانات الرجل الكاتب.

ــ فضاء استلهام كتابات زهري هو البادية بطبيعتها وناسها وصورها ومفارقاتها وأسواقها، أي نعم لكن المتأمل مليا في دقة وصف والتقاط التفاصيل يكتشف وعيا حادا لدى “ابن البادية” بالواقع ومرارته وأفراحه ومسراته.

ــ لو كان ميلود زهري، وهو بهذه القدرة على التأليف، في بلد غربي لوجد من يسعى إليه لينشر له قصصا يعيش منها ويكسب الشهرة والمال الوفير. فـ”وجوه من السوق” مثلا ليست مجرد خربشات ولهو “فيسبوكي” بل هي تحف أدبية تستحق أن تنشر بين دفتي كتاب، ولن تحتاج لكثير تدقيق لغوي لأن كاتبها ذو أسلوب أصيل.

ــ منسوب السخرية عند “ابن البادية” غير قليل. هناك كتاب ساخرون لا شك في ذلك، ولكن قليل جدا منهم من باستطاعته الجمع بين الجد والهزل في قالب يضحكك ويبكيك في آن.

ليست غاية “الشوارع” تجميع معطيات ولا نشر معلومات شخصية عن ميلود زهري ولكن غايتنا إماطة اللثام ونفض الغبار عن موهبة خلاقة ولافتة تستحق الاحتفاء بها وتسليط الضوء عليها، عسى أن تمنح فرصة الأخذ   باليد أو التكريم.

‏من أقوال ميلود: الكلام في الفيْسبوك مجّاني… لذلك لك حرية إطالة المُحادثة بإضَـافة بعْـض الكَـذب طبعًـا..

للاطلاع على حسابه الفيسبوكي: https://www.facebook.com/abou.mohammed.7902

 www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد