بالمغرب يعدون قانون “سد فمك”.. لندن: الأحد حدث كوني لإعلام بلا رقيب

أحمد الجلالي

في وقت تسارع فيه الحكومة، بعثمانييها وبنعبدقادرييها، إلى سن قانون سيجعلنا نبدو أمام الأمم كحضارة تطل برأسها من كهوف ما قبل التاريخ، يسطر نخبة من أبناء الغرب الديمقراطي ملحمة تاريخية في مجال حرية الرأي والتعبير الحر.

فقد تنبه رعاة حرية الصحافة والنشر إلى تضييق متزايد من قبل القوى المتحكمة في اليوتيوب والفيسبوك على مفكرين ومغردين خارج سرب “وادي السيليكون” بحظر وحذف فيديوهاتهم تارة بحجج لا تستند على “سياسات” النشر المعتمدة من قبل هذه المنصات نفسها، وأحيانا أخرى دون تقديم أي تبرير مهما كان تافها.

ولأن قناة “لندن ريل” التي تحدثنا عنها وعن صاحبها قبل أسبوعين وجدت نفسها صحية لسياسات “يوتيوب” وعنجهية “فيسبوك”، بعد نشرها لقاءا مطولا مع المفكر المزعج لكل الروايات الرسمية في الغرب، ديفيك آيك، فقد تفتقت عبقرية صاحب القناة عن فكرة في مستوى هذا التحدي الكوني في ظرف تاريخي حاسم.

طرح “براين روز” على نفسه سؤالا بسيطا وحاسما: ما العمل للتحرر من هؤلاء لكي أنشر ما أشاء مع من أشاء؟

الجواب: لابد من صنع منصة خاصة بي وعلى مزاجي تمكنني من بث أعمال قناني وحواراتي مع أشخاص أنا من أختارهم؟

سؤال: الأمر مكلف ماليا وليس بين يديك شيء كاف لإنجاز هذا المشروع يا براين ؟

جواب: الجواب يا سادة جاء من وحي “هاشتاغ” لعشاق القناة سموه “لندن ريل آرمي” أي جيش قناة لندن ريل”.

سؤال مكرر: ما العمل مرة أخرى؟

جواب مقرر: فتح باب التبرعات {انظر صورة المقالى}، ففي ظرف بضعة أيام تزاحم الناس على باب المساندة المالية للقناة بحيث لم يبق الكثير لوصول الرقم إلى مليون دولار.

سؤال: أين ستصرف هذه الأموال؟

جواب: في تشييد منصة ستكون الأولى في العالم كمنصة غير تابعة لأحد، بل ملكا للمساهمين فيها،كما سيذهب لتأمين تكاليف ورسوم البث المباشر لضيوف يتابعهم على المباشر عشرات الآلاف من المشاهدين في اللحظة نفسها.

 وقد بدأ فعلا البث التجريبي للمنصة عبر لقاءات مع مزعجين من نيوزيلاندا و أمريكا وأروبا، في انتظار الحدث الأكبر يوم الأحد القادم على الخامسة مساء بتوقيت غرينيتش.

من الضيف ولماذا هو حدث أكبر؟

الضيف: اللقاء الثالث مع “ديفيد آيك” المثير هذه الأيام ليس للاستغراب أو الجدل بل للرغبة الجامحة في الاستماع إلى مقارباته التي تسير عكس تيار الرسميين في كل مكان، من سياسيين وإعلاميين وكل طباخي العصر الكوروني الراهن.

لماذا سيكون لقاءا تاريخيا؟

ببساطة لأنها ستكون المرة الأولى في تاريخ البشرية التي سيتابع فيها مليون شخص عبر الانترنت، وعلى المباشر، موضوعا واحدا لشخص واحد يتحدث.

 ملحوظات للحكومة المغربية وصحافيينا:

ــ بريطانيا ليس فيها دستور مكتوب بل وثيقة الماغناكارطا المباركة بمقر مجلس العموم.

ــ لندن ليس ضمن مبانيها الكثيرة والجميلة مجلس أعلى أو واطي للصحافة يرأسه براون أو زايد أو مجاهد ، بل نقابة لا يتولى مسؤليتها ــ طبعا ـ أي بقالي ولا عبد العالي ولا سرحان ولا طقعان..مؤسسة سيدة نفسها وهي جسد واحد بمعنى الكلمة، مهما تناقضت الخطوط التحريرية لصحافييها، فحين يحين وقت التكاثف يكون الويل لمن اقترب من حقوق ومصالح أعضائها.

ــ أمريكا هي من صنعت الفيسبوك الذي يوشك رهط من مسؤولينا أن يعتبروه منة على الناس، هذا الفيسبوك وابن عمومته التويتر يتلقى فيهما الرئيس الأمريكي ترامب يوميا ما تعرفون من تهجمات ولا خطر ببال سيد البيت الأبيض وحاكم العالم أن يتابع من فعل الأفاعيل ضده في إطار حرية التعبير.

ــ نحن مع تمغرابيت كروح ورصيد ثقافي نعتز به، إنما يستحيل مغربة كل شيء وعلى هوى المتخلفين. فالفيسبوك وأخواته ليسوا ملكا للحكومة ولا للدولة المغربية بل لشركات عالمية لا نظن أن واضعي قانون التكميم قرؤوا سياساتها للنشر والاستخدام.

ــ الحل الوحيد المستحيل لمن يريدون خنق الناس من أجل شركات جشعة هو حظر الفيسبوك واليوتيوب والواتساب كما صنعوا مع سكايب من قبل، وليتحملوا العواقب.

www.achawari.com

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد