افتتاحية: رسائل مفتوحة بين محمد السادس وملايين المغاربة

 الشوارع

 لم يسبق للعالم العربي، وما يسمى العالم الثالث كله، أن عاش ما يعيشه المغاربة هذه الأيام مع قائد بلادهم من حيث التواصل مع الشعب في أكثر الأمور شخصية وحساسية: صحة الإنسان، أي إنسان، فما بالكم بملك عليه الاعتماد في أمور الداخل والخارج.

لكن وبالرغم من أنه سليل أسرة ملكية لها تاريخها وتقاليدها وبرتوكولاتها الضاربة في المحافظة فقد أتى الإنسان ــــ الأمير ـــ الملك محمد السادس إلى هذا العالم ليكون بصمة خاصة، وليس تقليدا لمن سبقوه بمن فيهم والده الراحل الحسن الثاني، الذي كان يتحدث عن أن الرجل هو الأسلوب، وبالتالي لاشك كان يدري أن لولي عهده ــ الملك الحالي للمغرب ــ أسلوبا خاصا.

اختلف عن أسلافه وهو بعد أمير في التعاطي مع الشعب ومع الأحداث: استقبل الفقراء والمعاقين أفواجا أفواجا وتعامل بطرق سارت بذكرها ركبان المغاربة، حتى صار اسم “سيدي محمد” يحمل الكثير من الأسطورة، لكنها أسطورة مخصبة بتواضع موروث يشبه إلى حد بعيد تصرفات الجد محمد الخامس.

في زواجه من ابنة الشعب سلمى بناني، فاجأ محمد السادس ــــ الملك ساعتها ـــ العالم العربي وبقية بقاع العالم بحداثة أسلوبه: شاهدنا الملك العريس، وتابعنا نحن المغاربة عرسه كما رأينا بأم العين العروس، كأية أسرة تتكون من ملايين الشعب..وكانت تلك لحظة أخرى بصم فيها محمد السادس التاريخ الثقافي والاجتماعي للمغرب بميسمه الخاص.

بل إن هذا الزعيم العربي يكاد يكون الوحيد الذي أعلن عن مفهومه للسلطة ومفهومه للتنمية و مفهومه للوطنية، أعلن عن كل شيء وعلى الملأ صوتا وصورة، وبلا أي تردد.

ولعل السر هو أن للرجل قناعاته الخاصة. وليس سهلا أن تكون ملكا مع ما يعنيه هذا المنصب من مراعاة للتوازنات وكثرة الرهانات..ومع ذلك تستطيع أن تقول “هذا رأيي” وتتحدث بضمير المفرد المتكلم: أنا.

لقد حق لمحمد السادس أن يقول “كان أبي” وأن يقول أيضا وعن جدارة ” ها أنذا”.

صحيح أن الملك يمرض كأي إنسان، لكن ليس أي ملك أو أمير أو رئيس أو زعيم يملك ما يكفي من الجرأة ـــ حتى وهو في لحظة ضعف بشري يسمى المرض ـــ ليتخذ القرار بأن قولوا لشعبي هذا مرضي وهذه فحوصاتي وهذه وضعيتي الصحية..لا يفعلها من المحيط إلى الخليج إلا ملك المغرب.

وليس هذا فقط، بل إنه يسمح بتوزيع صوره وهو في سرير المرض محاطا بأفراد أسرته وكأنه يقول لملايين المغاربة: ليس هناك ما أخفيه عنكم، تفضلوا نحن أسرة واحدة..ولا تنسوني من دعائكم.

أيها الملك لقد أبكيت الكثيرين ودعت لك الملايين تلقائيا وتبادل المغاربة توصيات بالدعاء لك بعاجل الشفاء وموفور العافية، عبر وسائط التواصل الكثيرة.

رسالة الملك اختصرتها صورة، ورسائل الناس البسطاء للملك كثيرة ولا تحصى ولعل أهمها: الشعب يحبك وحياتك وصحتك تعنيه أكثر مما قد تتصور.

 سلمت لشعبك وأمتك.

 www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد