الغرفة 101″..ونذالة هواة الركوب على جد الشباب ولهوهم

 الشوارع: ناصر الغربي

هل أتى على المغرب الجميل حين من “القبح” السياسي حتى أصبح الفراغ سيد المكان والزمان؟ واستأسدت الرداءة على ما سواها من صفات تليق ببلد عمره 1200 سنة على الأقل.

فضلا عن الفراغ الذي صارت تعيشه الأغلبية الساحقة لإطاراتنا السياسية والمدنية من أحزاب الوجبة مرورا بجمعيات الهمزة، لسان حال قوم بؤس صار يقول: يا سماء امطري علينا أي شيء نتمسك به كي يطول عمرنا ويزدادا تلذذنا.

فبعبارة دارجة فصيحة فبين ظهرانينا كثير من الكائنات والإطارات ممن ينتظرون فقط أي شيء “يلصقوا فيه ويرميو عليه الباطل و العار”. فالعاجز ومن يغرق ديدنهما التمسك ولو بقشة أو بعرة في عرض البحر.

فبدل صناعة المستقبل والأمل والحياة، ينتظرون خروج أي حمار ينهق/يغني ــ لا فرق ــ للركوب على ظهره والتعيش على فضلاته، حشدا للقطيع وراءهم.

وإن لم ينفع الغناء/النهيق، فهم لا يملون بل ينتظرون حتى تأتي غيمة رياضية منها يستسقون. تماما كما حصل أمس في لقاء ديربي الرجاء والوداد، حيث رفع الرجاويون شعارات/تيفوهات كي “يغيضوا” بها غريمهم الودادي، منها شعار الـغرفة 101، المستقاة من  عمل أدبي عالمي  للكاتب البريطاني جورج أورويل، في روايته المعنونة بـ “1984” ، والتي تحدث فيها عن الغرفة 101 كرمز للتعذيب.

فكل ما بالأمر أن “الدراري” يعبرون إبداعيا  للجمهور/الخصم الودادي أخوهم وابن مدينتهم عن حبهم لفريقهم ومدى شقاوتهم في نفس الوقت.لكن هواة الركوب على أمواج الوقت ذهبت بهم الأهواء أبعد مما قصد أصحاب التيفوات أنفسهم.

الطبيعة تكره الفراغ، وعلى من أصبح لا يقوى على شيء أن ينزاح إلى أي ركن ليقضي رمقه الأخير في سلام، وليترك الهواء يدخل غرفة كبيرة اسمها المغرب كي يتنفس فيها الشباب بطريقتهم بلا رقيب ولا مستغل لجدهم ولهوهم.

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد