الشوارع/المحرر
تشوق الأقدار الناس لبعضهم، وتكتب السماء مواعيد لا تكون على البال. فلم تكن بنت رئيس اقوى دول العالم أن قدميه سوف تطآن أرض اشراردة، ولا كانت إيفانكا تظن أنها يوما ما ستزور سيدي قاسم بوعسرية.
ومثل نجلة ترامب لم يخطر لاختنا عائشة،تلك البدوية الفلاحة العفوية، أن صور سلوكها العفوي مع حرم كشنر، ستطوف العالم كله في لحظات.
و لقد شدت صور عائشة وهي تتجول مع إيفانكا انتباه وسائل الاعلام عبر العالم، وهي تتحول بحقول سيدي قاسم الفلاحية يدا في يد مع تلك السيدة المغربية السمراء، التي تصرفت بسليقة أهل مغرب القاع، مغرب الأصالة والتقاليد والتربية الصحيحة، لحضور مراسيم تسليم ملكية الأراضي للسيدات.
عائشة، التي اجتمعت فيها اليوم الخميس كل معاني وصور أخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا..واحدة من تلك العينة من المغربيات اللواتي يكرمن وفادة الضيف في الشتاء وفي الصيف، ويقبلن رأس وأيادي الضيوف تكريما وتشريفا، ويقينا لو حلت عليها إيفانكا أو أبوها ضيوفا في قريتها لذبحت لهم أغلى ما تملك قرى كرم وحب. ليس لأن ترامب رئيس أو لأن ابنته ابنة حاكم العالم، بل لأن عائشة ومن ربوها ومن أنجبوهم يؤمنون أن الضيف شريف.
بعض المرضى يصرون عبر منصات التواصل الاجتماعي على تحقير سلوك عائشة حينما قبلت يدي إيفانكا، هؤلاء الرديئون الذين لا يتوفرون على عقول ولا قلوب بها يعقلون، يحاولون تصدير ما بدواخلهم من أوبئة إلى رقعة أناس الصفاء والفطرة.
لقد انسجمت عائشة المرأة مع إيفانكا المرأة..يقينا عائشة لا تعرف جملة من الإنجليزية ولا بنت ترامب تفهم مفردة مما نطقت به عائشة، لكن انظروا إلى عيني كل واحدة منهما، واقرؤوا جيدا حركات الجسد ولغة اليدين المتشابكتين…لا حاجة لمترجم.
السيدة عائشة، كنت اليوم ممثلة الشعب المغربي كله أمام العالم، وجزاء لك على حسن وجميل صنيعك تستحقين وساما ملكيا، ومن الشعب المغربي لقب سفيرة الدبلوماسية الشعبية..لقد شرفت منطقتك وشعبك وقائد أمتك.
شكرا للا عائشة، ولك منا قبلات على رأسك وأخرى على يديك الكريمتين.
